الثورة أون لاين _ تحقيق _ سناء عبد الرحمن:
أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هم أطفال أكثر ما يحتاجون إليه الحب والتقبل من المجتمع، وأن إعاقتهم ليست مبرراً لعزلهم، بل يحتاجون إلى الجو العاطفي والانفعالي السليم الذي يعزز شخصيتهم، وتُعتبر الحاجة إلى الانتماء لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مهمة جداً، كما أن نقصها يُشعر الطفل بأنه غير مرغوب في مجتمعه.
* على أرض الواقع..
السيدة “إيمان سعيدي” وهي أم لطفل التوحد “علي سلامي” تحدثت للثورة عن تجربتها كأم نجحت في أن تجعل طفلها متميزاً وناجحاً لأنها آمنت بقدرات “علي”، وخضعت لدورات في جمعية المجد لتكون على دراية بكيفية التعامل مع طفلها بمساعدة الكادر التعليمي في مدرسته “الشهيد وسام رستم”، مؤكدة على تعاونهم وإيمانهم بأن كل طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة قادر أن يكون متميزاً، ولكن “الطفل علي” تعرض للتنمر وعدم التقبل بين زملائه، وكان للأم هنا دور كبير، فقد اتبعت أساليب الحوار مع زملاء علي في مدرسته وأكدت أننا كمجتمع يجب أن نحترم الاختلاف بكل أشكاله، وأن نعلم أطفالنا مشاركة ومساعدة هذه الفئة من الأطفال.
* بحاجة مدرسين مختصين..
وتابعت “أم علي” متسائلة لماذا لا يوجد مناهج ولا مدرسين مختصين لأطفال التوحد.. كما أن هناك نقصاً في غرف المصادر، فهي ليست موجودة في كل المدارس متمنية أن تتوفر كل الأدوات المناسبة لنجاح عملية الدمج.
* ضد الدمج..
المعلمة “ميس اسماعيل” وهي مدرسة الطفل علي كان لها رأي مختلف، فقالت إنها ضد فكرة الدمج لعدم توفر كل الأساسيات المساعدة لإنجاح عملية الدمج إلا في حالات خاصة مثل الطفل علي، والسبب في هذه الحالة الأم التي كانت معنا يداً بيد، وآمنت بقدراته.. فهذا الموضوع يحتاج إلى تعاون كبير حتى لا ينعكس سلباً على نفسية الطفل، ولا يكون مؤذياً للطفل.
* صعوبات الدمج..
بدورها المرشدة النفسية “سائرة حمدان” في مدرسة الشهيد “وسام رستم”
بينت: من خلال متابعتي لحالات الدمج بالمدرسة كانت هناك سلبيات للدمج، وإيجابيات، حيث توجد حالات مختلفة.. توحد وفرط نشاط وتخلف عقلي من بيئات مختلفة، بالنسبة لحالات التوحد كان يوجد ثلاة انواع فمثلا منهم الانطوائي ومنهم العدواني ومنهم من جمع الاثنين، وهنا تكمن الصعوبة بالنسبة لعملي كمرشدة يركز على التقرب منهم وكسب محبتهم لمساعدتهم على الاندماج، وكان من يسهل عملي تعاون المعلمة مع الأهل ومثال الطالب “علي سلامي” الذي كان انطوائياً، ومع متابعته وكسب ثقته بي استطعت أن أساعده على اللعب مع ذويه، وفي حال تعرض الطفل للتنمر طبعاً التدخل يكون في البداية بشكل غير مباشر عن طريق حصص توجيه داخل الصف وعرض مسرحية عن التنمر وآثاره السلبية..
* تكافؤ فرص…
الاختصاصي النفسي الدكتور كنان الشيخ تحدث (للثورة) عن أهمية الدمج لهذه الفئة من الأطفال معرفاً الدمج بأنه تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية مع أقرانهم العاديين، وإعدادهم للعمل في المجتمع مع الأشخاص العاديين.
كما أنه إتاحة الفرص لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للانخراط في نظام التعليم في المدارس كإجراء للتأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم، ويهدف الدمج بشكل عام إلى مواجهة الاحتياجات التربوية الخاصة للطفل المعوق ضمن إطار المدرسة العادية وفقاً لأساليب ومناهج ووسائل دراسية تعليمية يشرف على تقديمها جهاز تعليمي متخصص، إضافة إلى كادر التعليم في المدرسة، وهناك عدة أشكال للدمج منها:
– دمج مكاني..
الدمج المكاني ويسمى أحياناً الصفوف الخاصة الملحقة في الصفوف العادية، ويكون هذا النوع من الدمج ضمن البناء المدرسي الواحد الذي يجتمع فيه الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العادين ولكن يكون لكل فئة منهما صفوف خاصة بها، وبرامج تعليمية خاصة بها تتناسب مع قدرات وإمكانيات أطفال هذه الفئة.
– الدمج الأكاديمي..
ويكون فيه الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة في مدرسة واحدة وفي فصول دراسية واحدة طوال الوقت مع الأطفال العادين ويتلقون برامج ومناهج تعليمية مشتركة.
– دمج اجتماعي..
أما الدمج الاجتماعي فهو التحاق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالأنشطة المدرسية المختلفة كالرحلات والرياضة وحصص الفن والموسيقا والأنشطة الاجتماعية الأخرى والعمل على توفير الفرص المناسبة للتفاعل الاجتماعي.
إضافة إلى الدمج المجتمعي، ويعني إعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة الفرص للاندماج في مختلف أنشطة وفعاليات المجتمع، وتسهيل مهمتهم في أن يصبحوا أعضاء فاعلين، ويضمن لهم العمل باستقلالية وحرية التنقل والتمتع بكل ما هو متاح في المجتمع من خدمات.
ويكمل الشيخ أن الدمج الجزئي يقصد به دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلاب العادين، وذلك في بعض المواد الدراسية وليس بشكل كامل داخل فصول الدراسة العادية.
موضحاً أن هذا يهدف إلى العمل على تعزيز فكرة أن جميع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لهم الحق في التعلم مع أقرانهم العادين في المدرسة عندما يكون لديهم القدرة على ذلك. وتوفير فرص للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة للحصول على تعليم متكافئ مع الأطفال العادين.
* تفاعل في الحياة مع أقرانهم..
مشيراً أن هذا يساعد على تحقيق تفاعل مناسب للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة العادية مع أقرانهم العادين.
و بالتالي تطوير قدرات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع النواحي التعليمية والاجتماعية والنفسية والشخصية.
وتوفير الخدمات المناسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن بيئاتهم المحلية.
ومن أهم شروط الدمج هي إيجاد نسق من التواصل بين المعلمين الآباء والمؤسسات التعليمية الأخرى التي تعمل في هذا المجال.
ونوع الإعاقة وشدتها من الأمور المهمة للقيام بالدمج الصحيح، وكذلك الاستعداد النفسي الجيد والتهيئة النفسية المناسبة للطفل ذوي الاحتياجات الخاصة.
* التدخل المبكر..
مؤكداً أن التدخل المبكر مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يسهم في تطوير قدراتهم وإمكانياتهم.
وطبعاً وجود المعلمين المختصين القادرين على التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع وجود غرف المصادر والوسائل التعليمية المناسبة لهؤلاء الأطفال.
على أن يكون عدد الطلاب مناسباً داخل الصف من أجل نجاح عملية الدمج.
وتوفير حصص الدعم المناسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن المدرسة التي تم دمجهم بها.
* ثقة بالنفس..
هذا كله يعود بالفائدة على الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث إنه يشعره بالثقة بالنفس نتيجة شعوره بالتقبل والترحيب من قبل أقرانه، كما يشعره بقيمته في الحياة، ويتقبل إعاقته، ويدرك قدراته وإمكاناته، ويشعر بانتمائه إلى أفراد المجتمع الذي يعيش فيه ويكتسب من خلال الدمج مهارات جديدة، ويتعلم مواجهة صعوبات الحياة، ويحقق مستوى أفضل من النمو والتفاعل الاجتماعي، ويحقق له أيضاً مجموعة من العلاقات المختلفة مع الأخرين ويقلل، من الاعتماد على الغير، ويحقق له مستوى مناسباً من الاستقلالية.
كما أكد أنه يجب على الأطفال العاديين مساعدة هذه الفئة منهم من خلال تغيير اتجاهات الأطفال العاديين نحو الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ويدفعه إلى المشاركة معه في الأنشطة المختلفة، ويشعر بأن عليه واجباً هو مساعدته من أجل تنمية قدراته والعمل دائماً على مشاركتهم بالأعمال المختلفة.
اما الأهل فهم أصحاب الأثر الأكبر، فعندما تتحسن مشاعر الوالدين تجاه طفلهما وتجاه نفسهما وتصبح أكثر إيجابية
من خلال الدمج فيتعلمون طرقاً جديدة لتعليم طفلهم، وهنا يبدأ الوالدان بالتفكير بطفلهما، والعمل بشكل جدي أكثر من أجل تطوير وتحسين قدراته التعليمية.
اما أكاديمياً فإن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يحقق إنجازاً أكاديمياً جيداً في أغلب المهارات المتعلقة بالكتابة والقراءة والحساب، ويزيد أيضاً من الخبرات التعليمية والشخصية لمعلمي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
* قيمة اقتصادية..
كما أن دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يعود أيضا على المجتمع بأن ينبه أفراد المجتمع إلى حق الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في أن يكون إنساناً فاعلاً في المجتمع له حقوق وعليه واجبات، وأن الإعاقة ليست مبرراً لعزل الطفل عن أقرانه، كما أن الدمج يحقق نظرة إيجابية من قبل أفراد المجتمع نحو الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بما يمتلكونه من قدرات وإمكانيات. وللدمج أيضا قيمة اقتصادية كبيرة على المجتمع ويعتبر توظيفاً للأموال بشكل أكثر إنتاجية ونفعاً للمجتمع.
منوها أن الدمج ممكن أن يعود سلباً على الطفل عندما يكون شكلياً فقط وهذا الأمر يلحق الضرر بالطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
والأهم سلبية بعض أفراد المجتمع تجاه الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة
وهذا يؤدي الى شعور الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بالإحباط، وأحيانا الى شعوره بالقلق والخجل من الآخرين.
وعند حصول هذا يأتي دور الأهل فيجب عليهم أن يكون لديهم الوعي الكافي لمشكلات الإعاقة ومتطلباتها.
مؤكداً على ضرورة بدء الأهل بالعمل مع طفلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة في وقت مبكر من العمر وتدريبه وتأهيله بشكل جيد، والعمل على توفير وسائل التعلم المناسبة لأطفالهم، وأن يتعاونوا مع المعلمين لتحسين مستوى أطفالهم.
* الإعاقة ليست مبرراُ للعزل..
من خلال الدمج فيتعلمون طرقاً جديدة لتعليم طفلهم وهنا يبدأ الوالدين بالتفكير بطفلهما والعمل بشكل جدي أكثر من أجل تطوير وتحسين قدراته التعليمية.
أما أكاديمياً فإن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يحقق انجازاً أكاديمياً جيداً في أغلب المهارات المتعلقة بالكتابة والقراءة والحساب، ويزيد أيضاً من الخبرات التعليمية والشخصية لمعلمي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويعود أيضا على المجتمع بأن ينبه أفراد المجتمع إلى حق الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في أن يكون إنساناً فاعلاً في المجتمع له حقوق وعليه واجبات، وأن الإعاقة ليست مبرراً لعزل الطفل عن أقرانه، كما أن الدمج يحقق نظرة إيجابية من قبل أفراد المجتمع نحو الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بما يمتلكونه من قدرات وإمكانيات. وللدمج أيضا قيمة اقتصادية كبيرة على المجتمع، ويعتبر توظيفاً للأموال بشكل أكثر إنتاجية ونفعاً للمجتمع.
منوها أن الدمج ممكن أن يعود سلباً على الطفل عندما يكون شكلياً فقط وهذا الأمر يلحق الضرر بالطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
والأهم سلبية بعض أفراد المجتمع تجاه الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة
وهذا يؤدي إلى شعور الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بالإحباط، وأحيانا إلى شعوره بالقلق والخجل من الآخرين.
وعند حصول هذا يأتي دور الأهل فيجب عليهم أن يكون لديهم الوعي الكافي لمشكلات الإعاقة ومتطلباتها.
مؤكداً على ضرورة بدء الأهل بالعمل مع طفلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة في وقت مبكر من العمر وتدريبه وتأهيله بشكل جيد، والعمل على توفير وسائل التعلم المناسبة لأطفالهم، وأن يتعاونوا مع المعلمين لتحسين مستوى أطفالهم