الأرض وليس الدولار هي التي تحدد قيمة العملة السورية، أعني بها كل معنى لها … المعنى المعنوي حيث الأرض هي الكرامة والأم ” كما يقول الشعب الهندي ” والأرض الوطن والأرض رمز الصلابة والأصالة…. وأرض إميل زولا ويوسف شاهين وغيرهما من كتاب وفنانين عظماء بنوا على معنى الأرض في وجود الإنسان وتحولاته… و أعني بها أيضاً أم الموارد الاقتصادية، والصورة المعاكسة للاقتصاد الافتراضي الذي يقيم سعر الدولار ويقيم به، ولا أرى في دول العالم قاطبة دولاً حلّقت في عالم الصناعة والتجارة و” الدولار ” على أرض مهملة وإنتاج منها متخلف.
لأنها الأرض .. و لأنها كذلك .. سأحاول أن أخبركم بما لا يسعدكم وربما لا ترضونه .. وبالتأكيد لا تجهلونه ..
كل قطاعات العمل الاقتصادي تشكو وتتوجع .. وجعها بالتأكيد في المحصلة ناجم عن وجع بلدنا بشكل عام .. لكن أوجع ما يوجع ما هو ناجم عنا وعن ارتكاباتنا .. الصوت يعلو لكنه يبدو أنه لا يصل إلا إلى متصيديه ومحرّميه ومجرميه!!
بعد أن أحلت إلى التقاعد من عملي في هذه الصحيفة، بقيت على اتصال ما، بعالم الإعلام والصحافة .. أيضاً اتجهت إلى الأرض .. فكان الخطأ الكبير في حياتي .. ممكن أنني لم أكن مؤهلاً للعمل الزراعي وما يطلبه من جهد وخبرة .. علماً أن منشئي كان في عالم الزراعة والفلاحة.. لكن هذه التجربة الصغيرة المحدودة جعلتني ألمس وأتلمس حقيقة معاناة المزارع و الفلاح والأرض .. وواقع الدعم الذي كان يقدم يوماً إلى حد ما.. وتحول إلى تجاهل كامل وصمت أصم تجاه مواجهات المزارع أو الفلاح .. مع كيس سماد أو آخر علف حيواني أو ليتر مبيدات أو أجور النقل وخلل التسويق .. و .. و .. إلخ..
بالمختصر سأقول: إذا كانت المعاناة في الزراعة هي صورة لحالة المعاناة في قطاعاتنا الاقتصادية كلها، فأين الأمل؟ وأكثر ما يخشى منه أن تكون الأقل معاناة!!
عندها: إنه لا أمل طالما تضيق إلى هذا المستوى فرص العمل حتى لرجال الأعمال!! الصوت يعلو ويعلو.. فهل يصحو مهتم قادر قبل أن يتوه الصوت في عالم الصخب؟!
معاً على الطريق – أسعد عبود