اللاعب الذي تعوقه العاطفة عن تطوير نفسه محكوم بالفشل وسبب في فشل الآخرين، وهو حجرعثرة في طريق التطور، فالنظرية الكروية الحديثة في التطور تقول إن الانتماء الكروي هو لعلم الوطن فقط، وليس لقميص أي ناد، وتطور اللاعب هو بالاحتكاك بالمدارس الكروية صعوداً وهبوطاً، وصولاً إلى الاحتراف، ويعد الكسب المالي من أهم دعائم تطور اللاعب ومثل هذا اللاعب يشكل إضافة لعلم البلاد الرياضي ولمنتخبها الكروي وبقية منتخباتها، ويشكل إضافة للتطور مثل الطبيب الذي يحتك بالمدارس الطبية المتطورة في العالم، ويعود في النهاية ليخدم في أكبر مشفى في بلده ومثل المهندس وغيره، لاعب ناضج كروياً، محترف فنياً، مُعَدٌ جسدياً، مكتف مادياً، قادر على تقديم المساعدة للمشهد الكروي بكافة الاتجاهات، أما مفهوم اللاعب (الوفي) لقميص ناديه فهو مفهوم خامل وفاشل في زمن الاحتراف، ومثله كل الحلقات الرياضية من مدرب وفني ومعالج ومخطط تكتيكي ومستثمر رياضي وغيرهم.
ما نريد قوله إن المشاهد الكروية المتطورة عالمياً تخلت عن العواطف وفي الخليج بدؤوا يفعلون هذا وفي آسيا وأفريقيا بينما المشهد الكروي عندنا لا يزال مبنياً على العواطف والانتماء للأشخاص والأندية بشكل لا يترك فرصة للتطور.
هناك لاعبون يُفشلون مدرباً كي يُنجحوا مدرباً أقل منه كفاءة لأنهم يحبونه، وهناك مدربون يُقصون نجوماً (دمهم ثقيل) ليعتمدوا على فاشلين (دمهم خفيف) ومدربون (يلزقون) بأندية تاريخاً طويلاً ولا يتركونها حتى تتحول لتحفة مثلهم لأنهم يريدون أن يمضوا حياتهم في خدمتها !! وهذا المنطق البائس هو من يقف حجر عثرة في طريق تطورنا الرياضي.
مابين السطور – سومر حنيش