هي أبجدية النصر تشرق مجدداً على جبين الشمس، وقد رسمتها إرادة الحياة والصمود والتضحية والعزيمة على إكمال طريق التحرير والتطهير حتى دحر الإرهاب واقتلاعه من جذوره.
فبقدر ما رسمت القمة السورية الروسية بين السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس فلاديمير بوتين، عناوين المرحلة المقبلة (لجهة استمرار التعاون على كافة الأصعدة ومواصلة العمل على كل الجبهات، لاسيما جبهة مواجهة محاربة الإرهاب)، بقدر ما هي رسمت في الأفق لوحة نصر جديدة بدلالات وأبعاد هامة، قد نشهد نتائجها الإيجابية في المستقبل المنظور بما يخدم مصالح الشعب السوري.
القمة من حيث التوقيت لها دلالات استثنائية، كونها جاءت والعالم يقف على عتبات تحولات ومتغيرات كبرى، لاسيما بعد مشاهد الهزائم المتتالية للولايات المتحدة في أكثر من مكان وميدان، خصوصاً الميدان السوري، الذي كان منطلقاً وصانعاً ومحرضاً لهزائم أخرى على مستوى المنطقة، لاسيما الهزيمة الأميركية المذلة في أفغانستان، على نحو يعيد ترتيب المشهد الدولي برمته، وبما يحاكي تصدع الحوامل الأساسية للقوة والنفوذ الأميركي على المستوى العالمي.
القادم من الأيام وبرغم الضبابية التي تلفه، إلا أنه قد يكون متخماً بمحاولات الهروب الأميركية إلى الأمام، بدلاً من مقاربة الواقع ومواجهة الحقيقة والخضوع للمعادلات والقواعد المرتسمة والتي فرضا واقعاً دولياً جديداً، وهذا يعني أن المنطقة والعالم مقبلون على موجات جديدة من التصعيد الأميركية، سواء بشكل مباشر، أو عن طريق وكلائها وأدواتها ومرتزقتها، بما يؤدي إلى التسريع في انهيار مشروعها الاحتلالي والاستعماري في كثير من الدول التي تتواجد فيها بطريقة غير شرعية وقانونية، وفي مقدمة تلك الدول سورية التي ستكون في القريب العاجل مقبرة للمشروع الأميركي برمته، كما كانت مقبرة لكل الغزاة والطامعين.
نبض الحدث- فؤاد الوادي