الثورة أون لاين – هنادي الحوري:
من أجل المحافظة على المهن الحرفية السورية وحمايتها من الاندثار، لأنها جزء من الهوية السورية وتراثها الغني افتتح الاتحاد العام للحرفيين فعاليات معرض “سورية تاريخ وحضارات” في صالة معرض حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية يوم الثلاثاء الماضي.
وعن أهمية هذا المعرض تحدث عدنان تنبكجي شيخ كار للفنون التراثية وأمين سر هيئة المدربين لحاضنة دمر المركزية قائلاً: يعدّ هذا المعرض الأول من نوعه ينطلق من حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية، ويضمّ الكثير من الحرفيين على مستوى سورية، وكان من المفترض أن يكون دولياً إلا أن موضوع كورونا أعاق هذا الموضوع وحال دون ذلك، ورغم ذلك تشارك جمهورية ابخازيا بقسم لها في الحاضنة، كما سينضم لاحقاً أشقاؤنا في العراق، وأصدقاؤنا من إيران سيكون لهم مكان يخص الحرف وتبادل الثقافات بيننا وبينهم.
وعن موضوع المشاركات من سورية أوضح تنبكجي أنها من دمشق وريف دمشق واتحاد طرطوس للحرفيين واتحاد حماة للحرفيين واتحاد السويداء أيضاً، وهنالك الكثيرون ولكن المكان لم يعد يتسع بسبب الإقبال الكبير، والغاية من المعرض توثيق للحرف اليدوية ما تبقى منها والمحافظة عليها من الاندثار، والمساعدة في استراتيجية موضوع التعليم، فكل شخص بالحاضنة له اختصاصه، الأول يكون مدرباً لكي تتوارثها الأجيال من هذه الحرف كالنحاسيات والصدف والفسيفساء وأعمال يدوية من الخشب وفسيفساء زجاجي وهناك دمج للكثير من الحرف ما ساعدنا في هذه الحاضنة على التواجد والدمج بحرفتين أو ثلاث حرف مع بعض مع شطارة الحرفي، وأنا أشارك صديقي بموضوع النحاسيات بإدخال الصدف بالنحاس وهذا لم يكن موجوداً سابقاً، واليوم نحن نحافظ على البصمة التراثية مع إدخال موضوع المعاصرة، حيث أدخلنا موضوع الايبوكسي ليزيد الجمال جمالاً، وهذه الحاضنة تساعد أيضاً على ترويج الحرف وتوثيقها وتعليمها، وأصبحت العلاقة مباشرة بين الحرفي والمستهلك.
المشاركة السيدة رنا القنواتي من مؤسسة مجموعة نون أفادت بأن مجموعة نون للأعمال اليدوية والفنية هي نواة لعمل فني مشترك وتجمع لخبرات ومهارات يتبادلها الفريق لنصل إلى منتج يمثل سورية بجودة عالية.. كانت فكرة لدي في عام 2014 ومازالت مستمرة، وتشمل أعمالنا.. الرسم والنحت والتصوير والتطريز وأعمال القش والخيزران والفسيفساء الحجري والشموع والشرقيات الخشبية والنسج بواسطة النول اليدوي.. وندعم في مسيرتنا كل من يطلب النصح والمعرفة في هذا المجال، ونحن نسير نحو الهدف الذي ننشده وهو إعطاء العالم فكرة عن منتج سوري 100% تراثي أو فني بسوية عالية وسعر منافس، علماً بأننا نواجه صعوبات كثيرة في تحقيق هذه المعادلة دوماً لغلاء أسعار المواد الأولية غير المعقول… وعليه نناشد الجهات المعنية بضرورة فتح أسواق لتصدير المنتجات الحرفية التراثية والفنية، والمشاركة بالمعارض الخارجية التي تقيمها الدول الصديقة.
أمل ادرينلي حرفة المكرمة شرحت الحرفة التي تعمل بها وهي تشبيك الحبال الزخرفي منها” ديكورات حقائب لوحات اكسسوارات للزينة” وهي تعتمد على اليدين حصراً، ولا تحتاج إلى إبرة أو سنارة وهي حرفة ممتعة وشاملة وشاركت بمعارض كثيرة، وتتمنى أن يكون ثمرة لهذه المشاركة، ويكون ترويجاً وتسويقاً للأشغال اليدوية المميزة، وتعتبر شغل المكرمة الأول في سورية.
بدورها منى أبو الخير تحدثت عن مشاركتها: حرفتي “قش خيزران وأعمال يدوية متنوعة” ولكن قش الخيزران هو الغالب على عملي، وكلها قطع صغيرة مثل السلل والجزادين والصواني وأطباق من القش، وأتمنى أن تكون بادرة جميلة لأول معرض لنا بالحاضنة.
أما عالية النعيمي “فنانة تشكيلية” فتحدثت عن مهنتها ومشاركتها فقالت: منذ طفولتي أحب حرفة الدهان الدمشقي، وتعلمتها بشكل شخصي وأحببت أن أحدِّث فيها لتكون أكثر مواكبة لكل الأذواق كاستخدام ألوان جديدة، وأحاول أن اصنع قطعاً صغيرة سهلة الاقتناء حتى يظل هذا الفن والتراث مرافقاً لنا ويسهل اقتناؤه وأقمت ورشات تدريبية كثيرة لتعليم هذا الفن، ودائماً يوجد إقبال جيد من جيل الشباب عليها.
ختاماً.. كما سورية غنية بحضارتها وتراثها ستبقى الحرف اليدوية مئات السنوات مثلما حافظت على رونقها منذ قرون، ما دامت الأجيال تتوارثها وتحافظ عليها