الثورة أون لاين – ديب علي حسن:
ما نراه على أرض الواقع وما يجري.. والكثيرون صامتون لايحركون ساكناً وكأنهم خارج المسؤولية أو على كوكب آخر.. خطر للغاية وليس مؤشراً حقيقياً على أن الأحوال قد وصلت إلى ما لايمكن تجاوزه أو العمل على ذلك.
نعم دون شك نعيش أحوالاً صعبة للغاية لكنها ليست مدعاة لهذا الصخب الذي يشارك به من لا يعيش المعاناة أبداً يضخ الإشاعات ويحدثك عن الأحوال الصعبة وهو صاحب الدخل اليومي الذي يتجاوز الملايين، وليس سنوياً، والمتهرب ضريبياً تواطؤا أو خبثاً..
مع ذلك لن تسمع منه إلا النفور والشكوى ولو استطاع أن يدرج مقدرات الوطن كما يدرج لفافة تبع لفعل ولظل يضخ وينفث سمومه.
هذا ليس من باب الافتراء على أحد أبداً.. تابعوا الكثير من قصص التأليب على الهجرة لتجدوا مصدرها..
هل تصدقون أن أحدهم كما روى صديق له دفع ٦٠ مليون للحصول على ( فيزا) لابنه وزوجته إلى ألمانيا وهو هنا يملك المليارات ولم يخسر حتى علبة بسكويت خلال سنوات العدوان على سورية… حُمى الجنون هذه ليست بريئة، والصمت حيالها جريمة كبرى.. الكل صامت وكأن الأمر مجرد لعبة… هو مخطط يترافق مع إشاعات كثيرة جداً ومع أمور أخرى في العمل الحكومي، أعني الكثير من الاستقالات التي تقدم حتى من قبل شباب مازالوا في مقتبل العمل الوظيفي..
يضاف إلى ذلك ما يشاع عما يسمى إصلاح إداري أخذ منحى آخر ليس كما تم التخطيط له…
الحكومة حتى الآن لم تستطع أن تحدث اختراقاً واحداً في تغيير واقع ليس سهلاً أبداً، ولكنه ليس عصياً على زحزحة بعض سكونه وتقديم بشائر أمل… يبدو أن العمل من وراء المكاتب يغري الكثيرين وربما يفكر البعض أنها بضع سنوات لي هنا ساقضيها كيفما كانت..
هذا لا يعني أن ثمة من يعمل لكن عمله يحتاج إلى جهود أخرى ترافقه ليتراكم الإنجاز..
ولكن نغفل عن مسؤولية طابور الضخ الأسود الذين أينما كانوا يرددون انهم يخسرون… التاجر يخسر والطبيب الذي دخله اليومي ١٠٠ الف ليرة يخسر، والبائع الذي يبيع بثلاثة أضعاف الربح يخسر.. وبائع الحليب خاسر..
الكل خاسرون ومع ذلك مستمرون( حرام ) بخسارتهم من أجلنا.. وكأن المواطن الذي بالكاد يستطيع الشراء.. هو الرابح الوحيد. ذكرني هذا بطرفة تروى عن رسول حمزاتوف أنه عندما زار سورية وتجول بسوق الحميدية سئل من قبل الصحفيين عن رأيه بما رأى فقال: لقد تأثرت جداً.. الكل ينقص لك من السعر ويبيعك بخسارة حين يعرفك.. فإذا كان سعر السلعة الف ليرة يبيعك اياها ب٥٠٠ ليرة يعني يخسر نصف القيمة ( حرام ).
حمزاتوف الذي ظن أن السعر لدينا كما الطابع أيام زمان محدد بدقة.
بكل الأحوال الكل من الإعلام إلى الرقابة إلى كل المؤسسات مقصرون في الإضاءة على ما يجري.. لسنا خائفين ولا وجلين مما يكون من مصاعب فقد اجتزنا الأصعب، لكن الخوف من موجة العدوان هذه التي بدأ الكثيرون عن قصد أو دون قصد يشاركون بها.
إننا نفكك عرى قوتنا تماسكنا، نغطي وعينا الوطني وانتماءنا بستار من التضليل.. العمل الفكري التنويري الاجتماعي ضرورة الان وهذا يتطلب عملاً سريعاً ودؤوباً، وليس استضافة من يسمون محللين سياسيين بعضهم ينفِّر أكثر مما يقدم..
الساعة قبل الغد والغد قبل ما بعده علينا أن تواكب نصرنا السياسي والميداني بفعل مجتمعي يحرك الساكن ويكسر حلقة مما نراه. وأول هذا أن نرى إنجازات للحكومة في ميدان الوعي المجتمعي، وأن تقول أفعالها ها نحن دون ضجيج إعلامي يكون أحيانا مجرد صخب