الثورة أون لاين:
لا يخلد المرء أي امرئ إلا بما يتركه من أعمال وآثار, أي أثر أعظم من الفن الذي يخلد اللحظات والحياة والجمال, يرتقي ويمضى إلى العالم الآخر من يبدع, لكنه بآثاره الفنية يبقى خالداً, هذا هو الإبداع الذي خطه الفنان فؤاد أبو عساف فقد
نعى فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بالسويداء الفنان النحات فؤاد أبو عساف الذي توفي عن عمر ناهز الـ 55 عاماً بعد صراع طويل مع مرض عضال.
وامتاز الفنان خلال مسيرته بإبداع فني ولد من رحم البيئة تغذيه روح شغوفة تبحث عن مستقر لها بين عتمة البازلت وقسوته صاغه الفنان من الخيال والأساطير وموهبة وغنى فكري وثقافي لديه.
وذكر رئيس فرع الاتحاد حمد عزام في تصريح لـ سانا أنه تم إطلاق لقب الأيقونة السورية على الفنان الراحل لتفرد أسلوبه وغنى أعماله وموضوعاته وتنوع خاماته وأهمها البازلت وأضفى بصمة متفردة في الفن السوري تاركاً أكثر من خمسة آلاف عمل بمقاسات مختلفة منها كبيرة وضخمة أوزانها عشرات الأطنان فضلاً عن مشغله الذي كان بمثابة متحف دائم ومقصد لأصحاب الفكر والأدب والفنانين من داخل سورية وخارجها للاطلاع على روائع أعماله.
وانتشرت أعمال الفنان الراحل وفقاً لعزام في الكثير من دول العالم والعديد من مؤسسات ووزارات الدولة وزينت العديد من الشوارع والحدائق والأماكن العامة ومنها نصب الشهيد الطالب الموجود في كلية الحقوق بجامعة دمشق بارتفاع أكثر من ستة أمتار الذي أزاح الستار عنه السيد الرئيس بشار الأسد عام 2013 إضافة إلى أعمال أخرى كمنحوتة العشاء الأخير وشجرة التفاح ومذكرات طفل سوري (دون كيشوت) وسيزيف السوري وحبة القمح وليدا والأوزة وروزا وحجر الصوان وكذلك منحوتة المرأة السورية التي تزين إحدى ساحات المحافظة فضلاً عن مساهمته بتأسيس عدد من الملتقيات النحتية الدولية بالسويداء في تل جلجلة وموقع سيع.
يشار إلى أن الفنان التشكيلي فؤاد أبو عساف من مواليد قرية سليم بالسويداء سنة 1966 تخرج من قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1991 وعمل أستاذاً لقسم النحت في معهد الفنون التطبيقية والتشكيلية وفي كلية الفنون الجميلة وشارك في العديد من المعارض والملتقيات الفنية داخل وخارج سورية وخرج الكثير من الطلاب والمتدربين من مشغله.