لم تزل نسبة كبيرة من الأهالي تنظر إلى كليات الطب على أنها الدراسة التي تعطي الابن مكانة اجتماعية مرموقة ودخلاً عالياً لاتحصل ولا يحصل عليه خريجو وخريجات باقي الكليات.
دخلت إلى حالة صعوبة الوصول لكليات الطب في السنوات القليلة الماضية بالإضافة للعلامات المرتفعة، السنة التحضيرية التي يعود فيها الطالب والطالبة للدراسة المصيرية، فعليها يتوقف دخوله إلى إحدى كليات الطب، أو التراجع إلى الهندسات، وفي هذه الحالة يكون خسر وخسرت سنة دراسية وخسرا حلمها وحلم أهلهما بالطب.
قبل هذه السنة كانت الجامعات الخاصة تحل جزءاً من مشكلة الوصول إلى كليات الطب، حيث كانت معدلات القبول فيها مقبولة، من يجمع بحدود المئتين وثلاثين درجة يدخل مباشرة للدراسة، أما هذه السنة فقد ارتفعت معدلات القبول في الجامعات الخاصة لتتجاوز في بعضها الجامعة الحكومية، فأين المفر؟
يرتبط القبول الجامعي، بحاجة المجتمع للخريجين، أو لنقل يتم القبول حسب فرص العمل المتوافرة، لكن هل هذا مايحصل اليوم؟.
بالعودة إلى معدلات القبول، وبعدها السنة التحضيرية، يخطر في البال سؤال بعيداً عن رغبة الأهل بوصول أبنائهم وبناتهم إلى مهنة مرموقة اجتماعياً، وإنما كتقييم لجهد طالب وطالبة حصلا على معدلات تتجاوز التسعين بالمائة، وحاجة مجتمع لهذه المهنة، هل شروط القبول هذه منطقية؟ هل اكتفينا من عدد الأطباء والطبيبات في مختلف الاختصاصات، ثم ماذا على الأهل والطالب أن يفعلا غير أن يدرس وتدرس ليصلا إلى درجات عالية، وبعض الأهل يبيعون بيوتهم من أجل الجامعة الخاصة؟، رغم ذلك بقيت هذه السنة كليات الطب موصدة في وجوههم، إلى أين يذهبون.
لانعرف ماهي أسس القبول الجامعي اليوم، بعد خسارة الكثير من مواردنا البشرية في الطب وغيره، لكن الأكيد حسب معدلات القبول أن شروط الوصول إلى الجامعه تزداد صعوبة، عدا عن التكلفة العالية مع تدهور الوضع المعيشي، فأين المفر لمن لايزال متمسكاً بالعلم لأبنائه وبناته؟.
عين المجتمع -لينا ديوب