الثورة أون لاين – لميس عودة:
لم نجافِ الحقيقة يوماً عندما أكدنا على الدوام أن الإدارات الأميركية جميعها تستثمر في الإرهاب وفي العقوبات وفي صفقات السلاح، وتتاجر بحقوق الإنسان، وتجاهر بفجورها البغيض على المنابر، وتتباهي بكل عربدة على الملأ بسرقة مقدرات الدول وثروات الشعوب وتنتهك شرعة الأمم وقوانينها وتستبيح كل المحرمات وفقاً لمبدأ أن تحصيل المكتسبات وتحقيق الغايات القذرة يبيح استخدام كل الوسائل المحرمة وكل الطرق الشيطانية، فصناعة الحروب والموت والخراب والتدمير على اتساع الخريطة الدولية احتراف أميركي بامتياز.
عن طريق الإرهاب المعد والمصنع في مختبرات إجرامها وبمقادير شرورها والمصدر إلى كل الدول تبيح الولايات المتحدة لنفسها تدخلاً سافراً في شؤون الدول وزعزعة استقرارها وأمان شعوبها، فأينما حددت أميركا أماكن أطماعها وسمت جشعها على الرقعة العالمية فثمة خراب حاصل وتدمير ممنهج وثمة إرهاب دموي سينمو ويترعرع ويتغذى من شريان الإرهاب الأميركي.
ما تناقلته وسائل الإعلام الأميركية حول تأكيد جندي أميركي سابق شارك في غزو العراق، ويدعى مايك برايسنر بأن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش قاتل وكاذب بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق والتي اتخذتها واشنطن مطية لتدمير العراق وقتل مليون من شعبه، هو دليل آخر على سياسة الإرهاب التي تمارسها الولايات المتحدة لتبرير حروبها وغزواتها ضد شعوب الدول الأخرى، وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها هذا الجندي بوش، فقد صرح سابقاً أن قوات الاحتلال الأميركي ارتكبت في العراق انتهاكات لا يمكن إحصاؤها، تؤرق إلى الآن عشرات آلاف الجنود الذين خدموا أثناء وبعد غزو و احتلال العراق منذ العام 2003 وكشف براينسر الذي يعمل صحفياً الآن عن تفاصيل مروّعة للتعذيب التي مورس بحق مئات ألاف المدنيين العراقيين بتهمة مقاومة الاحتلال.
ليس في العراق وحده بصمات الإجرام الأميركي شاهدة على فظائع واشنطن، وليس في سورية التي ارتكبت فيها جرائم حرب بالأسلحة المحرمة دولياً في دير الزور ومحيطها وتمارس طقوس السلب والنهب لمقدرات شعبها حتى اللحظة الراهنة، فسلسلة الإرهاب الأميركي ممتدة على كامل رقعة دول المحور المقاوم، ومشاهد التعديات والانتهاكات الأميركية موثقة ومثبتة بالأدلة الدامغة.
على مر الإدارات الأميركية المتعاقبة كان الاستثمار في الإرهاب والحروب سمة ملازمة لكل حكام البيت الأبيض سواء بالقفز فوق القوانين الدولية أم عبر ممارسة الأفعال الإجرامية المارقة على الأعراف والالتزامات التي يفرضها المجتمع الدولي الذي بات بدوره حبيس المشيئة الأميركية ورهين أوامرها، مستكين وغير قادر عن إحقاق الحقوق وردع المعتدين، واختار التصفيق المذل للقتلة المجرمين وابتلع لسان الإدانة للأفعال العدوانية ووقف في صفوف الحياد المقيت والمخزي.
أميركا هي الداء الإرهابي المتنامي الذي ينخر عظام السلام العالمي، وقد حان الوقت لتدخل المجتمع الدولي لمكافحة الوباء الأميركي المستشري وأن ينفض عن كاهل سلام الدول جبروت أميركا وغطرستها الذي يتمدد على كامل الخريطة الدولية، ولا خلاص منه إلا بوسائل ردع ملزمة تكسر القيود الأميركية التي تكبل سلام وأمن الشعوب.