الثورة اون لاين- نهى علي:
عزت وزارة الاتصالات والتقانة البطء في توطين خدمة الفايبر ذات المرونة والاستجابة والسرعات المناسبه التي تلبّي متطلبات المستخدمين والمؤسسات على حدّ سواء، إلى القدرة الشرائية للمشتركين، وصعوبة تأمين التجهيزات بفعل الحصار المفروض على سورية، إذ يحدّ ذلك من إمكانية انتشار هذه الخدمة ” خدمة الإنترنيت عبر الألياف الضوئية – الفايبر”، لأن شبكاتها مكلفة، وتتطلب وقتاً لإنجازها، غير أنها تقدم قيمة مضافة حقيقية من حيث جودة الخدمة، ووصول السرعات المطلوبة، وغيرها من العوامل.
المعنيون في الوزارة يؤكدون في تقارير إعلامية، أن ثمة إصرار على المشروع خصوصاً و أن البلاد تتصدى لمشروع التحول الرقمي الذي يحظى باهتمام رسمي كبير..إذ يمكن للمشتركين الراغبين في الحصول على خدمة الإنترنت عبر الألياف الضوئية، إلى التسجيل على الخدمة في مراكز الهاتف المعتمدة، ومن الممكن أن يكون تركيب الخدمة في المناطق الأكثر طلباً في المرحلة الأولى، ولذلك فإن تسجيل المشتركين على الخدمة يدفع لإدراج مناطقهم ضمن الخطة وفقاً لعدد المسجلين، ليتمكنوا من الحصول على الخدمة في وقت قريب.
ويشير تقنيون متخصصون في المقارنة بين كلا التقنيتين” بين خطوط الإنترنت ADSL و خطوط الألياف الضوئية Fiber ” ، إلى أن خدمة الفايبر سوف تكون من حيث الميزات الأساسية والخصائص أولاً ومن حيث السعر ثانياً.
فخطوط ADSL أو خط الاشتراك الرقمي غير المتماثل، وهو النوع المتعارف عليه عربياً والأكثر شيوعاً في المنطقة، ويعمل على خطوط الهاتف الأرضية وتختلف سرعة نقل البيانات على حسب قيمة الاشتراك والخدمة المطلوبة، وعلى الرغم من انتشار هذه الخدمة إلّا أنّها تعد الأقدم من حيث سرعة نقل البيانات وأيضًا التكنولوجيا المستخدمة. يعتبر خط ADSL مناسب بشكل كبير للاستخدام المنزلي، والشركات الصغيرة وسرعته تصل إلى 20 ميجابت / ثانية.
يميز هذا النوع من الخطوط أنّه من الممكن تحويل خط الهاتف الثابت العادي إلى خط ADSL أي أن المستخدم ليس مضطراً لتمديد خط مستقل للإنترنت مجدداً، ويعيبه بعض التشويش الذي يحدثه عند إجراء المكالمات الهاتفية في حالة الخط المشترك، ولكن يمكن حل هذه المشكلة من خلال أداة بسيطة Splitter تقوم بعزل الاتصالات عن بعضها، ومن عيوبه أيضًا ضعف سرعة رفع الملفات كثيرًا بالنسبة إلى سرعة التنزيل.
أما خطوط الألياف البصرية” فايبر” فهي الخطوط المستقبلية للإنترنت، وهي رفيعة الحجم وتمتاز بالجودة العالية، ولا تتأثر بأي عوامل محيطة فهي تعتبر موفرة نظراً لجودة الخامات المستخدمة، والتي لا تحتاج للتغيير كل فترة مثل خطوط ADSL، وهي مناسبة للشركات الكبيرة.
وتقول تقارير فنية عالمية : إن تكلفتها قريبة نسبياً من خطوط ADSL، وتعتبر خطوط الألياف الضوئية الأحدث وهي غير منتشرة بشكل كبير على مستوى العالم، ولكنها البديل القادم للخطوط العادية؛ وذلك نظراً للسرعة الكبيرة في نقل البيانات المتداولة حاليًا تصل إلى 100 ميجابت / ثانية مع إمكانية زيادتها في المستقبل القريب لتصل إلى 2 جيجابت / ثانية، وهي بالطبع سرعة فائقة.
لذا فإن المستقبل هو لخطوط الألياف البصرية Fiber Optics، وهي مسألة وقت لتنتشر بشكل كامل في أوربا وأمريكا، وكما نعلم في منطقتنا العربية متأخرين نسبياً في إدخال هذا النوع من الخطوط ليعمل بشكل كامل، فهو متواجد بشكل محدود في بعض الدول العربية، ولم يتم تعميمه بالشكل الكامل.
إلا أن تقارير وزارة الاتصالات تشير إلى أن مشروع الانترنت عبر الألياف الضوئية قائم فعلياً، ويبلغ عدد المشتركين أكثر من 1600 مشترك، والعمل جار على تمديد خطوط الشبكة في العديد من المناطق في السنوات القادمة.
وتعيق القدرة الشرائية للمشتركين حالياً مرونة الانتقال إلى تقنية الفايبر، فتمديد التقنية الجديدة مكلف نسبياً، كما أن السرعات التي تعتمدها الشركة السورية للاتصالات لا تقل عن 8 ميغا وحتى 100 ميغا، وهو ما يمكن أن يمثل عبئاً إضافياً على المشتركين في حال كانوا من غير المهتمين بتطوير سرعة وأداء شبكة الانترنت، خصوصاً أن الشركة تفرض رسوماً رمزية إضافية على قيمة الاشتراك عبر الفايبر، لكنها يمكن أن تشكل عائقا لدى شريحة واسعة من المشتركين.