الثورة أون لاين_ فاتن أحمد دعبول:
سكبوا مداد أرواحهم معتقة بمشاعر تسمو وترتقي إلى عالم من المحبة والسلام، باللون والصورة كان رسالتهم إلى أبناء جلدتهم أولا ومن ثم إلى العالم، بعيدا عن دموية الحرب وبشاعتها، يحلقون في أحلامهم نحو المستقبل المشرق المتشح بألوان الفرح والأمل.
اجتمعوا من أطياف مختلفة وأعمار متفاوتة على مائدة الفن، قاسمهم المشترك الانتماء لوطنهم وحبهم لكل ما يشيع الفرح في الوجود، يقودهم ربان مجتهد فتح مرسمه الخاص ليستقبلهم على مائدة الفن والإبداع.
وتحت رعاية لبانة مشوح وزيرة الثقافة كان افتتاح معرضهم في مركز ثقافي” أبو رمانة” وبينت بدورها أن المجتمع الأهلي بات يشكل الرافد الأكبر والداعم لوزارة الثقافة في نشاطاتها، والساحة مفتوحة للجميع، الأعمال كثيرة ونسعى في أهدافنا لاستقطاب المبدعين.
وأضافت: لا يمكن لمؤسسة رسمية أو خاصة أن تنهض بها وحدها، لذلك فالكل مدعو لتضافر الجهود، وهذه التظاهرة في هذا المعرض جميلة جدا، لأنها تستقطب باقة عمرية ومناطقية مختلفة، وتتنوع في المواضيع والأساليب، والفضل في ذلك أولا للأهل ومن ثم المؤسسات الخاصة الداعمة لهم.
وعبرت بدورها عن سعادتها بما قدمه المشاركون في المعرض وخصوصا أن روح التفاؤل هي الطاغية على المعرض، وهذا لابد سينتقل من فئة إلى فئة ومن مجتمع إلى آخر، وأيضا من سورية إلى العالم. فالفن هو أرقى وسائل التعبير وأكثره تأثيرا.
تحية لروحه:
ويرى الفنان عدنان حميدة المسؤول عن المعرض وصاحب المبادرة أن الفن يمكنه أن يصنع المعجزات، فليس الرسم فقط هو سكب اللون على اللوحة، بل هو رسالة مملوءة بالمشاعر والعواطف والأفكار، وهو قبل كل شيء يحمل رسالة محددة.
وأضاف: المعرض هو الثامن ويحمل الاسم نفسه” رسالة محبة 8، ويتنوع فيه المشاركون بمواهبهم ومستواهم الدراسي، لكن الفن يجمعهم على مائدته، وبعد تدريب طويل استطاع هؤلاء أن يقدموا خلاصة تجربتهم في هذه اللوحات التي نهديها بدورنا لروح الفنان فؤاد أبو عساف.
وبين أنه من الأهمية بمكان استقطاب المواهب ورعايتها، وبلادنا غنية جدا بأبنائها، والفن وسيلة عالية المستوى للدعم النفسي والارتقاء بالذائقة، والبوصلة باتجاه عالم الفضيلة.
المشاركون: مساحة للتأمل والإبداع:
ورغم أن دراستها في عالم القانون، إلا أنها تعشق الفن، ووجدت فرصتها في مرسم أستاذها عدنان حميدة، تقول اللوحات هي ثمرة تدريب متواصل، ومشغولة بتقنية الأكرليك، وهي عبارة عن” رومانسيات” جسدت فيها مواضيع رومانسية” مناجاة، فرح، تأمل ..” بعيدا عن الحرب وشرورها التي ارخت بظلالها على الناس جميعهم.
ولأن للفن لغته، فقد كان وسيلتها للتعبير، بعد أن حرمت رويدة الأحمد نعمة السمع والنطق، وعبرت لوحاتها عن جمال تراثنا في دمشق القديمة والطبيعة الجميلة، واستطاعت أن تمنح اللوحات عبق روحها وإشراقة ابتسامتها تتحدى الإعاقة وتهزمها بالفن.
أما تيمة الخطيب فاختارت للوحاتها الحارات الشعبية والحميمية التي تجمع أهلها، كما سافرت بنا إلى بلدة معلولا بفيض قدسيتها ونقاء أهلها.
استطاع المعرض أن يجول بنا في أرجاء سورية، عبر حاراته وآثاره وطبيعته الرائعة، ضمن رسالة المحبة التي بثها المشاركون في لوحاتهم وألوانها التي تشي بمستقبل مشرق، وغد واعد يحملنا إلى عالم المحبة والجمال والسلام، من قلوب خبرت معنى المحبة والسلام.