ثمة مثل روسي يقول: الضيف الذي يأتي بلا دعوة هو حتماً تركي.. فكيف إذا كان محتلاً وكيف إذا كان أردوغان الذي راح بالأمس يغطس ويطفو في الأمواج السياسية لبحيرة الشيطان العثماني ويدلي بالتصريحات على ضفاف خلافه مع واشنطن.. بأنه المنقذ في سورية وليس المحتل كما تنظر له الأمم وقانونها الدولي وبأنه لا يقل شأناً عن أميركا وروسيا المتواجدتان في الميدان السوري.. دون إظهار الفرق ما بين تلبية موسكو لدعوة سورية وإسنادها في مكافحة الإرهاب وبين استراتيجية واشنطن في احتلال الاراضي السورية تحت ظلال سيف البغدادي وكذبة محاربة الإرهاب..
أردوغان لم يرَ الخشبة التي في عينه بل أشار إلى القذى في العين الأميركية.. وحاول خلط المشهد لمصلحة تبرير احتلاله في سورية ورعايته الحصرية للتطرف في إدلب على أنه حماية عثمانية للإرهابيين (المساكين) حسناً بالجوار وعطفاً من (الإخوان المسلمين).
إذا صدقنا كذبة أردوغان وتغاضينا عما فعله في سورية من تشكيل للمجموعات الإرهابية وتمريرها عبر أراضيه بختم خدمة السلطان الإلزامية فماذا يفعل مرتزقته في ليبيا؟ وهل تغيرت الخرائط حتى نراه يغسل قدمي أميركا في أفغانستان من الدماء التي سالت عشرين عاماً بحجة الحرب على الإرهاب وإذا بها ـ أي واشنطن ـ تسلم طالبان الحكم على طبق سياسي سام للمنطقة كلها..
يضع أردوغان رأسه السياسي بين الدول الكبرى ولأن هوى واضمحل في فروق العملة السياسية والدبلوماسية بين واشنطن وموسكو يحاول القفز إلى المشهد حتى لو كلفه ذلك أن يتلمس رأسه للتأكد من وجوده الذي تهدد أميركا بقطعه إذا ما أرادت وتربطه بخيط الناتو بينما تحذره موسكو وتسطر مزيداً من الأمثال والأقوال في التعامل مع التركي.. التي تقول بأنه خراب إذا ما مر بمنطقة وغدار إذا ما أدارت ظهرها له.. ولكن أن يقول اردوغان إنه جاء مخلصاً في سورية وأنه يحمي المدنيين والمعارضة فهذا يستوجب مراجعة لقدراته العقلية وجيوبه السياسية المفلسة والاطلاع على كواليس إخراجه دولياً من التسوية السياسية في سورية.
البقعة الساخنة -عزة شتيوي