إدلب تتطلع للشتاء القادم

 لم تفضِ قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس النظام التركي إلى تفاهمات جديدة حول القضايا الإقليمية وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع في سورية وأرمينيا كما كان يرغب أردوغان حيث تصر أنقرة على التدخل في الشؤون الداخلية السورية وترفض سحب قواتها المحتلة منها الأمر الذي تعكسه التصريحات التركية العدوانية حول سورية والوجود الروسي الشرعي فيها.

يؤكد التصريح الأخير للمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن (أن لتركيا الحق في الدخول إلى سورية مثلما قامت بذلك روسيا أو الولايات المتحدة) إصرار أردوغان على المضي بسياسته العدوانية وهذا يعني أن قمة سوتشي الأخيرة لم تفضِ إلى اتفاق بين البلدين تقوم به حكومة أردوغان بتنفيذ التزاماتها السابقة. كذلك الأمر يصب في ترجيح فشل القمة ما كشفه الأدميرال التركي المتقاعد توركار أرتورك القائد السابق للأكاديمية البحرية التركية في موقعه على تويتر عن سير قمة سوتشي بشكل سيئ للغاية وطلب موسكو من أنقرة مغادرة سورية وإبلاغها أن (إدلب ستكون خالية من الإرهاب وتحت سيطرة الحكومة السورية هذا الشتاء)، واصفاً الرئيس بوتين (بالحليف والصديق القسري لأروغان).

إن فشل قمة بوتين أردوغان لا يعني أنها لم تحقق أي شيء لروسيا فهي كشفت للرئيس بوتين أولاً أن أردوغان خدعه وبالتالي على موسكو تفعيل الخطة (ب) لإعادة أردوغان إلى وضعه الذي يستحقه حفاظاً على سمعة روسيا والمصالح الروسية. لا شك أن الموقف التركي يضع عراقيل في طريق الحوار الاستراتيجي بين موسكو وواشنطن الأمر الذي تراه القيادة الروسية بحاجة إلى إجراء سريع وخاطف لا يترك فرصة المناورة لأروغان.

وحسب الجنرال التركي فإن إدلب ستعود إلى سلطة الدولة السورية هذا الشتاء لأن النظام التركي ليس لديه ورقة رابحة وابتزاز للغرب لم يعد ذا جدوى. الخيارات السورية_ الروسية للتعامل مع التحدي التركي موضوعة على الطاولة وتدرس بعناية وفي مقدمتها العمل العسكري لاستعادة إدلب إضافة لمنح أردوغان القليل من الوقت لإعادة حساباته وتغيير موقفه والعودة لتنفيذ التزاماته تجاه بوتين. إن موسكو ودمشق متفقتان على تطهير إدلب من الإرهاب وتعملان معاً لإنهاء هذا الملف وتدرسان بعناية كل الخيارات السياسية والاقتصادية والعسكرية المتاحة من أجل ذلك وتأخذان بعين الاعتبار أولوية حماية المدنيين وتخليصهم من الإرهاب الدولي المدعوم من النظام التركي.

تحمل الأشهر المتبقية من عام 2021 الكثير من التطورات على صعيد العلاقات التركية – الروسية وعلى المستوى الإقليمي ونهجاً مختلفاً حسب قالن وخاصة مع الأجواء الإيجابية وعودة قنوات الاتصال بين سورية والعديد من دول المنطقة والعالم ويراقب النظام التركي هذا الواقع المتغير حول سورية وانكماش الموقف الأوروبي وانتقاده للتدخلات التركية في شؤون دول المنطقة الأمر الذي يفقده الكثير من الأوراق التي كان يستخدمها قبل سنوات لابتزاز الأوروبيين وإرضاء الأميركيين.

إن ردة فعل القيادة الروسية على مواقف أردوغان في قمة سوتشي الأخيرة وخاصة رفضه تنفيذ التزاماته التي قطعها للرئيس بوتين في القمم السابقة حول سورية ستأتي بشكل تدريجي ومن المحتمل أن تكون لحظة تطهير إدلب من الإرهاب نقطة التغير الحدي في العلاقات بين البلدين التي كانت تحكمها العديد من الخلافات خلال السنوات الماضية واقتضت المصالح المشتركة والظروف الدولية المحافظة عليها.

يلقي الموقف الأوروبي المنتقد لأنقرة في بعض الملفات بظلاله على التدخل التركي في الشؤون الداخلية السورية وهو ما أشار إليه المتحدث باسم الرئاسة التركية بقوله إن الأوروبيين (يتصرفون وكأن تركيا قوة احتلال في سورية ويفرضون علينا العقوبات بدلاً من الشكر) الأمر الذي اعتبره الجنرال أرتورك حرقاً لأوراق بلاده الضعيفة في سورية.

يرى الكثير من السياسيين الأتراك أن أردوغان في ورطة وعزلة مع رفض الرئيس الأميركي جو بايدن إجراء مباحثات ثنائية معه خلال زيارته لواشنطن خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعودته من سوتشي خالي الوفاض على صعيد سورية والعلاقات الثنائية ولذلك يتوقعون أن يقدم على خطوات تحمل مخاطرة كبيرة على حياته السياسية التي يرجح السياسيون الأتراك والغربيون أن تنتهي في الانتخابات الرئاسية القادمة.

معاً على الطريق -احمد ضوا

 

 

آخر الأخبار
أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية