الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
تحتفي الدول جميعها بأيام خاصة بلغاتها، وارتبطت هذه الأيام بوقائع هامة تخلد ذكرى شكلت منعطفا في تطور هذا البلد أو ذاك، فيوم اللغة الروسية ارتبط بيوم ميلاد شاعر روسيا العظيم الكسندر بوشكين، ويوم اللغة الإنكليزية ارتبط بالذكرى السنوية لوفاة الكاتب الإنكليزي ويليم شكسبير، وكذا اللغة الصينية جاء يوم الاحتفال بها تخليدا لمؤسس الأبجدية الصينية سانغ جيه.
فكان من الأهمية بمكان أن يرتبط يوم اللغة العربية بشخصية شكلت قيمة مضافة وكان لها تأثير فاعل، فوقع الاختيار على شخصية الشاعر المتنبي، وفي ندوة” اليوم العالمي غير الحكومي للغة العربية” التي احتضنها اتحاد الكتاب العرب، توقف المشاركون عند أهمية شخصية المتنبي.
د. جورج جبور: رمز حقيقي للغة
تحدث د. جورج جبور عن أسباب اختيار المتنبي رمزا ليوم اللغة العربية العالمي، وقال إن المتنبي رمز وحدة وقوة، وهو الأكثر تداولا للعربية بعد القرآن الكريم، تلك ميزة ليست إلا للمتنبي، فهو الأحق من غيره أن يكون رمزا ليوم اللغة العربية العالمي، سواء كان اعتمدته اليونيسكو، أو لو لم تعتمده، لكنه حتما رمز أول.
كانت البداية في واحد من مؤتمرات اللغة العربية في العام 2014 في بيروت، وكان هناك خيارات عديدة ومن بينها المتنبي، لأننا في زمننا الصعب نحتاج المتنبي رافعة لشموخنا، وقد ساهمت جهات عديدة في أن تطوف الفكرة عربيا، ومن الأرجح أنها أسهمت دون أن تدري في أن تحط الفكرة ذات السلطة والسطوة في حضن باريسي يعرف كيف يحتفي.
ويضيف: إن مبادرة اعتبار 27 أيلول يوما عالميا غير حكومي للغة العربية، هو يوم وفاة الشاعر المتنبي، لاتزال مفتوحة للنقاش، ولكن لا أدري هل فشل مالىء الدنيا وشاغل الناس في ملء القاعة وفي إشغال المهتمين بالعربية، وهو بنفسه مجمع العربية وتمكين لها.
محمد حسن العلي: شاعر العرب
ويتوقف الأديب والشاعر محمد حسن العلي عند مآثر الشاعر وتميزه بالفصاحة والحكمة، فقد لقب بشاعر العرب وأكثرهم تمكنا في اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية في قومه، حتى وصف بأنه نادرة زمانه وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء.
وكان المتنبي صاحب كبرياء وشجاعة وطموح، يعتز بعروبته، وأفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة، ويعد بحق مفخرة للأدب العربي، وكثير من أشعاره سرت مسرى الأمثال على ألسنة الناس.
وأضاف: أتمنى على اتحاد الكتاب الذي لم يأل جهدا في الارتقاء باللغة والسمو بالأدب تبني فكرة جعل المتنبي شعارا ليوم اللغة العربية، لأنه قامة شعرية لا تضارعها قامة شعرية أخرى في العربية، فقد استطاع أن يمتلك أقانيم الشعر الثلاثة” الموهبة، الثقافة، الشجاعة” فكان بحق مالىء الدنيا وشاغل الناس، كما يبين ذلك شاعرنا العلي في قصيدته:
يا مالىء الدنيا وشاغل ناسها ما زلت جمر الفكر في إحساسها
ما زلت مشعل حكمة تزكي النهى لغة العروبة أنت نبراسها
ناصر بحصاص: الهدف إتقان اللغة العربية
ويتوقف ناصر بحصاص عند مناهج اللغة العربية وتحديات العصر وانعكاس ذلك على اللغة، وبين أن اللغة هي أداة تواصل نعبر بها عن مشاعرنا وتفكيرنا، وهي أداة المتعلم في الدراسة والتحصيل والنجاح، ويعتمد عليها في كل نشاط تعلمي داخل المدرسة وخارجها، والهدف الرئيس من التعلم هو إعداد المتعلمين لحياتهم في المستقبل من خلال تملكهم لمهارات ومعارف ذات صلة تمكنهم من العيش والعمل كمواطنين اجتماعيين، وعليه فالمتعلم يحتاج للوصول إلى هدفه لمهارات لغوية تكسبه هذه المعرفة، على نقيض النظرة التقليدية التي ترى أن مواضع التعلم المختلفة” تاريخ، جغرافية ..” موضوعات غير لغوية، يرى الباحثون أن تعلم هذه المواد جزء من البناء المعرفي، فاللغة أداة يتفاعل بواسطتها المتعلمون.
ويضيف: هناك العديد من التحديات عندما نتفحص الواقع” البيئة، طرائق التعلم، قصور أساليب القياس، والكثير من المؤثرات، مايتطلب الاستعانة بنظريات عديدة” السلوكي، ونظرية المعلم المستند على نصفي الدماغ، لأن التفكير هو المحرك الأساس لإنتاج اللغة.
ويصل إلى نتائج تفيد بأهمية التعلم بالاستناد على نصفي الدماغ، وبناء على ذلك تم رصد مجموعة من التغييرات، ويبين أن الجديد في المناهج هو الاعتماد على الصور وتعزيز مهارات القراءة، وتغيير أسلوب الطرح مع الإكثار من الأنشطة، وتكريس التعبير الشفوي وتوظيف اللغة في التواصل، والأهم التنبه للبعد الثالث وهو المعلم الشريك في النجاح، لذلك نحتاج معلما ناجحا قادرا على الأداء التربوي بلغة صحيحة ويمتلك مهارة جذب الطلاب.