كيم كاردشيان…. يعتبرها البعض تمثل أسوأ جزء في الثقافة الأميركية، إلا أن مواقع التواصل جعلت منها ما يشبه الأيقونة….
مؤخراً أشعلت تلك المواقع بإطلاله سوداء ، صامتة، من رأسها حتى أسفل قدميها لا يظهر منها سوى شعرها…
مجرد مثال عن ثقافة الوسائط الالكترونية التي بتنا أسرى لها، ويمكن عرض أمثلة لا نهائية، و نجوم كثر يتفردون بكلّ ما هو مثير في هذا العالم الغريب…
بات لهذه الموضة حضور يشق غبار هذا الفضاء ويصل إلينا بكثافة، تتداول باعتبارها الثقافة العصرية الأكثر حضوراً في وقتنا الحالي…
إن أهمية مواقع التواصل تأتي كونها قوة ذات تأثير بسبب ما تمتلكه من قدرة تفاعلية في إيصال المعلومة بسرعة وسهولة بغض النظر عن المستوى الثقافي للمتلقي…
هناك حالة من التكريس نلاحظها.. أولها: فجوة بين المثقف والإعلام الرقمي، الأمر الذي يبعد متابعي المواقع عن الثقافة عميقة الحضور والمعنى…
مع تهميش هذا النوع من الثقافة ، بتنا نتعاطى مع تسطيح وفراغ يمتلئ بالباحثين عن الإعجابات وبالتالي الإثارة الفارغة من أي مضمون حقيقي، والمشكلة حين يسود هذا النمط، في ظل اعتكاف الكثير من المثقفين الرافضين دخول الفضاء الالكتروني المتلون، والمتمايل مع موضات لانهائية…
الأمر الذي يعبئ هذا الفراغ اللامتناهي بخطوات بقدر ما تبدو عصرية، مطلوبة، هي في الوقت ذاته تؤسس لخروقات تعتمد الصورة الافتراضية، الفيديوهات المثيرة ….
مع استمرار المشهد …سنشهد تراجعاً في طرائق التفكير، وتراجعاً في تلك الأفكار الغنية التي تبحث عن كلّ ما هو جدلي و مثير..و فلسفي….والتعمق في الأفكار العملية وصولاً إلى معان مبتكرة…نحتاج إلى تبنيها كطرائق تفكير لابدّ منها ونحن ننحو نحو حياة مغايرة لكلّ ما تلتقطه أيامنا في وقتنا الحالي…!
رؤية – سعاد زاهر
.