لا أعرف ما إذا كان قرار وزارة المالية الخاص برفع بوليصة التأمين وانعكاسه الإيجابي على تكاليف الاستشفاء للعاملين في القطاع العام، سيكون سبباً رئيسياً ومباشراً في هجرة عدد كبير من شركات التأمين الصحي إلى الخارج.. في صورة مشوهة ومفبركة تماماً لكل ما تم إشاعته والتطبيل والتزمير له عن الصناعيين الافتراضيين الذين تم نقلهم زوراً وبهتاناً من منشآتهم ومعاملهم ومصانعهم وورشهم ومدنهم إلى خارج حدود وطنهم.
هذه المسرحية الهزلية القائمة على سوء النية “ولا شيء آخر سواه” وعلى السيناريو المسموم، والإخراج الهابط، سرعان ما توقف عرضها وتعرية العاملين فيها، وفضح أسلوبهم الرخيص، وطريقتهم السوقية في نشر معلوماتهم المشوهة وبياناتهم المزورة، خلال محاولاتهم البائسة واليائسة للعزف على الأوتار المتقطعة والمهترئة، والسير بالاتجاه المضلل أو المعاكس، لنقل صورة سوداوية وإحلالها محل مكانة وسمعة الصناعة السورية العريقة الذائعة الصيت التي علا صوت هدير آلاتها وقاوم أزيز الرصاص الغادر والبارود الحاقد والمفخخات القاتلة ولصوص وصعاليك الحرب الكونية.. وانتصرت.. وتوسعت .. وزادت من رقعة انتشارها.
ما جرى مؤخراً شيطاني بامتياز .. عنوانه العريض قطع طريق على الدولة باتجاه مكافحة الفساد والتهرب الضريبي وضرب المهربين، وفرملة عجلة برامجنا ومشاريعنا وخططنا الاقتصادية والتنموية والخدمية، وزيادة استنزاف مواردنا المالية، والحد شيئاً فشيئاً من نسبة الإنفاق العام لتغطية فاتورة رفع مستوى الخدمات العامة والمصلحة العامة، وتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي على حد سواء، وتأمين فرص العمل والتعليم والرعاية والصحة.
وعليه فإن حالة الفلتان الضريبي التي كانت موجودة بالأمس، مصيرها اليوم وغداً الزوال القريب “على مراحل” مع الحراك العالي المستوى الذي تقوده الدولة التي قامت بنقل هذا الملف الهام ووضعه على صفيح الرقابة الساخن والتطبيق الجدي في خطوة إنقاذية عنوانها العريض تحقيق العدالة الضريبية والدخول المباشرة، ومعالجة ملف لا بل ملفات التهرب الضريبي ومكافحة آفة الفساد، ومعالجة أسباب التراكم الضريبي لا سيما ما يتعلق منها بـ “حيتان ـ كبار المكلفين ” أكثر من 200 مليار ليرة سورية بحسب تصريحات بعض المحللين والمختصين الاقتصاديين” والمتوسطين والصغار منهم، وصولاً إلى تحقيق العدالة الضريبة واجتثاث آفة التهرب التي كبرت وتشظت، وقطع الطريق “وإلى غير رجعة” على الراشي والمرتشي والواقف بينهما.
الكنز- عامر ياغي