الثورة أون لاين – خلود حكمت شحادة:
تشرين الانتصار وحكايا الآباء والأجداد ترافقنا منذ نعومة أظفارنا.. جيل عاش حرب تشرين بكل تفاصيلها دون تضليل إعلامي يروون لنا قصص النصر والشهادة.
إحدى تلك الحكايات عن ساعة الصفر التي لم يكن يعلم بها سوى القادة وكان توقيتها بعد الظهر حسبما قررها الجانبين السوري والمصري ليبدأ الهجوم ولأول مرة من الجانب العربي في نفس التوقيت وحسب الاتفاق المسبق هي بداية القصة التي طالما استمتعنا بها عندما رواها لنا ونحن صغاراً من شارك في تلك الملحمة البطولية مع كل كلمة يرويها تشعر بمذاق النصر والفخر بوجوده مع رفاقه في تلك المعركة والدي وأصدقاؤه، بمتعة كنت وأخوتي نستمع لأحاديث بطولاتهم ورفاقهم وفرحهم عند تحرير مرصد جبل الشيخ وكيف رخصت أرواحهم لأجل الوطن.
فمن قصصهم التي تتبادر إلى الذهن حينها هو كيف بدأ الجيش العربي السوري بهجوم شامل في هضبة الجولان وشنت الطائرات السورية هجوماً على مواقع الكيان الإسرائيلي في الجولان وهاجمت التجمعات العسكرية والدبابات ومرابض المدفعية للعدو ومحطات الرادارات وخطوط الإمداد .
وحقق الجيش السوري نجاحاً كبيراً حسب الخطة الموضوعة وكيف انكشفت أرض المعركة أمام جيشنا البطل الذي تقدم في يومه الأول عدة كيلو مترات أربكت جيش العدو الإسرائيلي الذي كان يتلقى الضربات في كل مكان من الجولان، وفي اليوم الثاني واصل الجيش تقدمه إلى الجولان وتمكن من الاستيلاء على القاعدة الإسرائيلية الواقعة على كتف جبل الشيخ في عملية إنزال بطولية نادرة استولى خلالها الجيش السوري على مرصد جبل الشيخ وعلى أراضي جنوب هضبة الجولان وتم رفع العلم السوري فوق أعلى قمة في جبل الشيخ، وتراجعت العديد من الوحدات الإسرائيلية أمام الجيش السوري وأخلت إسرائيل مدنييها الذين استوطنوا في الجولان حتى نهاية الحرب، وتستمر قصص البطولات التي سمعناها وأخشى اليوم في نقلها نسيان تفاصيل خانتني ذاكرة الطفولة في تسجيلها وتوثيقها وبتراتبية بطولات ينتقل الحديث لليوم الثالث وكأنها رحلة ومغامرة شاركوا فيها سلاحهم الإيمان بوطنهم وثقتهم بقياداتهم وحقهم في استرجاع الأراضي المحتلة هنا يتحدث أبطال حرب تشرين عن الثامن من تشرين وهو اليوم الثالث لبداية الحرب حيث كثف الجيش السوري هجومه وأطلق صواريخ طالت الداخل الإسرائيلي ووصلت قاعدة جوية إسرائيلية.
وحول إسقاط الدفاعات السورية أعداداً كبيرة من الطائرات الإسرائيلية حديث آخر بطريقة سرد تشعرك بأن الحدث كان بالأمس إضافة لكلامهم عن المدفعية التي مهدت لاقتحام مرصد جبل الشيخ بمجموعة من القوات الخاصة ومن رواياتهم تبين أنهم من رجال القوات الخاصة حينها ممن دخلوا ذاك المرصد.
بعد حديث الصمود والانتصارات يستذكرون كيف ركز العدو الإسرائيلي حينها على جبهة الجولان لتقديرها أن الهجوم للجيش السوري يهدد مصيرهم.
تخونني ذاكرتي حينها لاستكمال واستذكار تلك الأحاديث ولكن صورة القائد الخالد حافظ الأسد وهو يرفع علم الوطن حينها عاشت في ذاكرتنا مع كل تحية علم في المدرسة إحساس النصر يرافقنا وقيم جيشنا البطل توارثناها وانتقلت وكبرت معنا لنراها ونلمسها اليوم في صمود جيشنا وأبناء أبطال حرب تشرين التحرير بما ورثوه عن آبائهم من قيم ومبادئ وحب الوطن والإيمان بالحق والدفاع عنه وكلهم قناعة بأن الجيوش ربما تخسر معارك ولكنها لا تهزم فى حرب إلا إذا انهزم الشعب والدليل ملموس اليوم لولا صمود الشعب السوري ووقوفه إلى جانب جيشه الباسل لما انتصرنا في تشرين حينها وفي معركتنا اليوم مع الإرهاب على امتداد السنوات التي مرت، وهكذا تبقى ذكريات النصر تفرض نفسها، ولا يمكن إنكارها أو نسيانها.