رفَّةُ حلم

 الملحق الثقافي:بديع صقور:

«يعيش المرءُ ليموت، وهذه هي المسألة»
على ضفافٍ لم تَرها، وفوق ثَرى لم تطأهُ قدماك
قبلَ أن تكونَ على هذهِ الأرض، من ملايينِ السّنين
زحفتْ أرواحهم كاليَرقاتِ الكسولة…
نبتتْ لهم زعانف، وأجنحة، ومخالب…
غاصوا في البحار، وغابوا خلفَ السُّحب…
تمرَّغوا في الترابِ والطين
طاروا… طاروا
ثم سقطوا في قبورهم الموحلة…
أُبيدتْ شعوبٌ، وأُحرقتْ شعوب
باسم الدين والله
باسم الحريّة، والعدلِ، والحبِّ والسلام…
باسم! ..
ولم تكن حاضراً…
* * *
عشتَ… قرأتَ… شاهدتَ… صرختَ،
تعلَّم؟!
كم من المذابحِ ارتُكبتْ؟!!
كم من الأكبادِ انتُزعتْ؟ !!
كم من ملايينِ الأطفال، ماتوا غرقاً… خنقاً…
برداً، وجوعاً؟..
ذبحاً… لأجل قمرٍ بعيد؟!
كم من البيوت، والقرى، والمدن، سُبيتْ
وهدّمتْ، وأحرقت، واغتُصبتْ؟!
لأجلِ حوريّةٍ تشبه فراشةٍ من سراب…
كم من الجبالِ فُقئت عيونها، وصُلبت، وقُطِّعت؟
كم من الأوطانِ احتلَّت، ونُهبت، ودُمرتْ،
وصارت قاعاً صفصفاً؟ !!
كم؟.. وكم من الدماء شكَّلتْ عيوناً وجداولَ، وأنهاراً، وبحاراً؟!
حضوركَ لا يساوي نقطة في محيط
وبعد غيابكَ أيضاً، لا تساوي نقطة من محيط
وبعد:
كم من الدماءِ ستسفح؟
كم من المجازرِ ستُرتكب؟
كم من المشانقِ ستُنصب؟
كم من الأسلحةِ الحجريّة والفتّاكة ستطال رؤوس
وصدورُ الملايين، في المقبلاتِ من السنين؟!
وأخيراً:
في حضوركَ وغيابك… وما بعد حضورك
ماذا بمقدوركَ أن تفعل أيها الشّاعر المجلبب بالحزن،
والخوف، والدموع، والشهقات؟..
كمن يخوضُ في أنهارِ السَّرابِ ليروي ظمأه
هي رفّةُ حلم…
فلا تتحسّر على عمرٍ قضيتهُ رغماً عنك،
ورغماً عنك ستفارقه…
والسبعونَ حضوراً، كانت أشبهَ برفّة حلم.

التاريخ: الثلاثاء5-10-2021

رقم العدد :1066

 

آخر الأخبار
منظمة "رحمة" تؤكد دعمها للتعليم المهني في درعا معرض دمشق الدولي .. عودة للصوت السوري في ساحة الاقتصاد العالمي صيانة وتركيب محولات كهربائية في جبلة معرض دمشق الدولي نافذة سوريا إلى العالم "المركزي" يضبط بوابة التواصل الإعلامي معرض دمشق الدولي .. رسائل ودلالات نيويورك تايمز: زيارة مشرعين أميركيين إلى سوريا لدفع إلغاء العقوبات ودعم المرحلة الانتقالية قطر تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتدعو لتحرك دولي عاجل أردوغان: تركيا ضامن لأمن الأكراد في سوريا وملاذ آمن لشعوب المنطقة الخارجية تدين التصعيد الإسرائيلي في القنيطرة وتؤكد حقها بالدفاع عن أرضها  الاعتداءات الإسرائيلية.. وحق سوريا في الدفاع عن حقوقها الوطنية المشروعة قوات الاحتلال تغتال الحقيقة.. هكذا يعيش ويعمل صحفيو غزة  بين الفائض و انعدام التسويق.. حمضيات طرطوس هموم وشجون.. وحاجة للدعم قرار الخزانة الأميركية.. خطوة تراكمية نحو تعافي سوريا دمشق تستعد للحدث الأهم.. المحافظ يتفقد آخر الاستعدادات في مدينة المعارض عودة اقتصاد الإبداع والهوية.. حرفيو حلب في معرض دمشق الدولي هذا العام الطفل الوحيد.. بين حب الأهل وقلقهم المستمر معرض دمشق الدولي.. جزء من الذاكرة الاجتماعية والاقتصادية لجنة التحقيق في أحداث السويداء تواصل عملها الميداني وتؤكد على الحياد والشفافية التحالف السوري الأميركي..  زيارة الوفد الأميركي إلى دمشق خطوة محورية لدعم تعافي سوريا