مدير الإدارة السياسية في الجيش والقوات المسلحة للثورة: نحارب اليوم دفاعاً عن حقنا وأرضنا كما كنا في تشرين.. ورجال قواتنا المسلحة أهلٌ لأي مهمة يفرضها الواجب الوطني

الثورة أون لاين – حوار لميس عودة -راغب العطيه:

48 عاماً على ملاحم العزة والكرامة في تشرين التحرير ومازلنا نتنفس عبق ذكرى خالدة لا يطولها نسيان ولا يخفت وهج إشراقتها في ليل الأمة، فننتشي بالبطولات ونشمخ بالانتصار الذي أبقى هاماتنا مرفوعة نستلهم من الإصرار والتصميم الذي صاغ أبجدية النصر في تشرين نور هدى خطواتنا لاستكمال عقد الإنجاز بتحرير كل شبر تراب سليب ومحتل ودحر الإرهاب عن كامل ترابنا الوطني.
في تشرين وفي ذكرى التحرير الثامنة والأربعين يواصل الحاضر السوري صياغة ملاحم الانتصار بإعجاز مقاوم وبتلاحم أسطوري لثلاثية القيادة والجيش والشعب، أعيت قوى العدوان عن فك شيفرة ترابطها وفصل عراها الوثيقة.
ما أشبه اليوم بالأمس من حيث اجتراح المعجزات وما أروع تشرين عندما يأتي مرصعاً بألق النصر ويستكمل الجيش العربي السوري على هديه طريق التحرير ودحر الإرهاب ونسف مشاريع السلخ والتجزئة والتقسيم ووأد المخططات الاستعمارية بفعل ضربات محكمة واستراتيجية سياسية وعسكرية صائبة للدولة السورية.

ha31.jpg

واستحضاراً لعظمة حرب تشرين التحريرية في ذكراها الثامنة والأربعين وتخليداً لبطولات وتضحيات جيشنا العربي السوري التقت صحيفة الثورة مدير الإدارة السياسية في الجيش والقوات المسلحة سيادة اللواء حسن سليمان وكان الحوار التالي:

* سيادة اللواء كل عام وأنتم بخير.. بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لحرب تشرين التحريرية.. إنه لمن دواعي سرورنا أن نلتقيكم في هذه المناسبة الغالية على قلوب السوريين جميعاً لنتحدث عن أبرز معانيها ودلالاتها، ونستشرف آفاق المستقبل القريب لاسيما في ضوء ما تحقق من إنجازات كبرى على أيدي رجال الجيش العربي السوري.
– كل عام وأنتم وقواتنا المسلحة الباسلة حماة الأرض والعرض، وشعبنا الصامد الأبي، ورمز عزتنا وشموخنا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بألف ألف خير.. والرحمة لشهدائنا الأبرار.. الذين ضحوا بأرواحهم في تشرين التحرير وغيرها من معارك الشرف والرجولة، والذين قدموا أرواحهم قرابين فداءً للوطن في مواجهة الحرب الإرهابية العدوانية التي تُشنُّ على سورية منذ حوالي عشر سنوات حتى اليوم.. والتحية لأسرهم الكريمة, والشفاء لجرحانا الأبطال الذين بذلوا أغلى ما يملكون فداءً للوطن ودفاعاً عن قدسية ترابه.
* سيادة اللواء يتزامن احتفالنا اليوم بالذكرى الثامنة والأربعين لحرب تشرين التحريرية مع الانتصارات التي يحققها جيشنا الباسل على الإرهاب التكفيري، مثبتاً قدرته وعلو كعبه في التعامل مع مختلف أنواع المعارك وأعقدها بفضل عقيدته الراسخة وإيمانه العميق بالنصر، حبذا لو تحدثنا عن دلالات هذه الذكرى ومعاني تلك الانتصارات؟.
– تشرين التحرير ملحمةٌ من ملاحم المجد والفخار، راسخةٌ في وجدان كل مواطن عربي سوري.. كتبها رجال قواتنا المسلحة الباسلة بالدم والنار لتجسد إرادة شعبٍ أبيٍّ يرفض الذل والهوان, ويجترح المعجزات في زمن التحديات.
لقد رسخت حرب تشرين التحريرية وبعدها حرب الاستنزاف في ذاكرتنا أهم المعارك التي أعادت تصويب بوصلة التاريخ, وغدت أنموذجاً يحتذى لجيل مؤمن بعدالة قضيته, قادر على صنع المستقبل المنشود بعزيمته وإرادته الحرة المستقلة.. هذا الجيل يواجه اليوم بكل عزم واقتدار أدوات العدو الصهيوني الإرهابية التكفيرية ومن ورائه بعض الدول الاستعمارية التي حاولت تنفيذ أهدافها الخبيثة في المنطقة عبر بوابة سورية لكنها اصطدمت بإرادة فولاذية لدى بواسل قواتنا المسلحة وكذلك أبناء شعبنا الأبي الذين ما بخلوا بالغالي في سبيل الوطن الأغلى.
واليوم تعيش سورية أمجاد حرب تشرين التحريرية مثبتة للعالم أجمع قدرتها على تحقيق النصر مهما بلغت التضحيات, فسورية التي انتصرت في تشرين التحرير عام ١٩٧٣م بعزيمة شعبها وإرادته وبإيمان جيشها وتضحياته بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد.. قد خلقت نهجاً جديداً في مواجهة شتى أنواع المؤامرات والمخططات الاستعمارية عماده الجيش العربي السوري بعقيدته الراسخة التي استطاع بفضلها قلب الموازين وهزيمة المشاريع الاستعمارية في المنطقة.
لقد أذهل جيشنا الباسل العالمَ بأسره في حرب تشرين عندما امتلك زمام المبادرة, وانطلقت جحافله تدك تحصينات العدو الصهيوني التي توهم أنها لن تنكسر، وخاض بواسلنا الحربَ في أشرس صورها، رغم الدعم الغربي لجيش الكيان الصهيوني، وتمكنوا من تحقيق الانتصار على الغطرسة الإمبريالية وصلف الغرب الاستعماري.
ونستطيع القول إن حرب تشرين التحريرية فاجأت العدو ورعاته وأتباعه, وقلبت الطاولة على المخطط الصهيو أمريكي، وأرست النهج المقاوم للمشاريع الاستعمارية، في صورة جسدت تلاحم الشعب والجيش والقيادة لخوض معارك التحرير وتحطيم غرور العدو الصهيوني الذي رأى بأم العين كيف تتفولذ العزائم وتتبلور إرادة الشعب السوري المتمسّك

بأرضه والمؤمن بقضيته والمدرك لحقيقة المخططات المعادية, والمصمم على تحرير أرضه رغم أنوف المعتدين.
واليوم يعيد الجيش العربي السوري للأذهان أمجاد تشرين عبر الانتصارات التي يحققها على الإرهاب وداعميه، مجسداً الأنموذج الأمثل للبذل والعطاء, مسطراً أروع ملاحم البطولة في مقارعة العدوان, حاضراً في كل ساح, رمزاً للصمود والمقاومة والانتصار.
* نحتفي اليوم بطيّ صفحة الإرهاب في الجنوب السوري تزامناً مع ذكرى حرب تشرين التحريرية، ما الرسائل التي يوجهها الجيش العربي السوري عبر هذا الإنجاز لكيان العدو الصهيوني وأدواته في المنطقة؟.
– الجنوب السوري كغيره من المناطق هو جزء غالٍ من الأرض السورية، وقد كان لزاماً تحريره من التنظيمات الإرهابية أسوة بالمناطق التي حررها الجيش العربي السوري، لكن ما يميز منطقة الجنوب السوري قربها من الأراضي المحتلة وبالتالي فإن الأنظار تتجه فوراً إلى الكيان الصهيوني صاحب المصلحة الأول في دعم تلك التنظيمات وإمدادها بما يلزم وتأمين التغطية لها وتقديم العلاج لإرهابييها، ولذا فقد جاء التحرير بمثابة الضربة الأشد قسوةً وضراوةً للمحتل الصهيوني الذي كان يعوّل الكثير على الإرهابيين في تلك المنطقة لتمرير مخططاته الإجرامية التوسعية التي لا تستهدف سورية فحسب وإنما المنطقة بأسرها.
أما إذا أردنا الحديث عن الرسالة التي وجهها الجيش العربي السوري إلى الكيان الصهيوني عبر هذا الإنجاز فأنا أؤكد أن جيشنا الباسل في كل مرة كان يحقق إنجازاً في أي منطقة كانت وليس بالضرورة الجنوب السوري، كان يوجه رسائل عدة للكيان الصهيوني وداعميه ومن يقف وراءه من دول الغرب الاستعماري والولايات المتحدة الأمريكية، أنْ لا مكان لكم ولأدواتكم الإرهابية في سورية فأرضنا طيبة طاهرة مقدسة لا نقبل أن يدنسها مرتزق أو محتل أو صهيوني إرهابي مجرم، وسيتم القضاء على كل إرهابي أينما كان في أي بقعة جغرافية من سورية.. تلك مسألة وقت وهي آتية لا محالة ولن يقف بيننا وبين تحرير جميع أراضينا أي عائق مهما كلف الأمر، فليعلم ذلك كيان العدو الصهيوني وغيره من معتدين ومحتلين وداعمين للإرهاب.
* سيادة اللواء.. تعقيباً على كلامكم السابق هل هذا يعني أن الرسائل وصلت أيضاً إلى كلٍّ من المحتل الأمريكي والتركي في الشمال السوري؟.
– الرسائل وصلت بكل تأكيد إلى جميع الأطراف الداعمة للإرهاب وباتت تدرك أن مشروعها قد سقط وأن أدواتها الإرهابية هي رهان خاسر، وعليها الآن البحث عن مخرج من أزمتها حتى لا ينقلب الإرهاب الذي دعمته لسنين طوال عليها.
ونؤكد هنا أنه كما كان حصل في جميع المناطق التي عادت إلى حضن الدولة السورية عبر التسوية والمصالحات أو بدخول قواتنا المسلحة والقضاء على الإرهابيين، فإنه سيكون في كل جزء غالٍ من أرضنا الحبيبة مازال خاضعاً لسيطرة الإرهابيين.. فإما التسويةُ وتسليمُ السلاح والعودةُ إلى جادة الصواب، أو دخول الجيش العربي السوري وإعادة الأمن والاستقرار انطلاقاً من واجبه الوطني والدستوري في حماية الوطن والمواطنين.
إن سورية اليوم تطوي مرحلة صعبة من الحرب في مواجهة الإرهاب، عانى فيها شعبنا ويلات الدمار والقتل والإجرام على أيدي شذاذ الآفاق ومرتزقة الغرب وإرهابيي العصر.. وتتقدم إلى الأمام بكل عزم وثقة على استكمال انتصارها وتحرير ما تبقّى من أراضيها من رجس كل محتل وإرهابي دخيل، وكما كان التحرير في درعا وبلداتها وقراها في الجنوب السوري، فإن الأمر سيكون كذلك في الشمال في كل منطقة وبلدة مازال الإرهاب يعيث فيها فساداً وخراباً بدعم من الاحتلال التركي والأمريكي، ولن تستعصي بقعة جغرافية واحدة على رجال قواتنا المسلحة البواسل، الذين أثبتوا أنهم أهلٌ لأي مهمة يفرضها الواجب الوطني في أي زمان ومكان، وأنهم ضمانة التحرير والأمن والاستقرار وعودة الحياة الطبيعية.
* سيادة اللواء.. هل من كلمة أخيرة توجهونها بهذه المناسبة؟.
– في الختام نؤكد في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً أننا سائرون خلف قيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد على طريق العزة والكرامة, لتعلوَ راية الوطن خفاقة في سماء المجد والكبرياء, ويستمرَ النضال المشرّف حتى تطهير كل ذرة تراب من رجس الإرهاب ورعاته, وهذا هو قرارنا الذي يعكس إرادة الشعب ومصلحة الوطن, متمثلين قول السيد الرئيس الفريق بشار الأسد: «إن قواتنا المسلحة التي سطرت ملاحم البطولة بتماسكها وصمودها وبلحمتها الوطنية كانت انعكاساً لصمود الشعب وتماسكه, فحافظت على المواطن عزيزاً كريماً آمناً».
وإننا على يقين تام بأننا اليوم أكثر قوة وتماسكاً وتمرسّاً في مواجهة المخاطر والتحديات, وأكثر تصميماً على استكمال التحرير وتحقيق الانتصار الكامل والناجز على الإرهاب وداعميه، فنحن أصحاب أرض وحق، ونحارب اليوم دفاعاً عن حقنا وأرضنا كما كنا في تشرين.

 

فالتحية لرجال قواتنا البواسل في كل بقعة من تراب الوطن، الذين يسطرون في كل يوم ملحمة خالدة عنوانها الرجولة والبطولة.والتحية لرمز عزتنا وشموخنا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد الذي يقود الوطن إلى بر الأمان بكل حكمة وشجاعة واقتدار.والرحمة لروح القائد المؤسس حافظ الأسد صانع تشرين التحرير، ولأرواح شهدائنا الأبرار في كل زمان ومكان.. والشفاء للجرحى الأبطال الميامين.. وشكراً لكم وكل عام وأنتم بخير.

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S