تشرين مجد .. وأكاليل غار

الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
لم تكن انتصاراتهم عابرة، فلطالما كانت سورية مقبرة للغزاة والمستعمرين، وفي أجندتها من الأيام والمعارك والانتصارات ما يجعلها تشكل أنموذجا للصمود والمقاومة والتضحيات. وتأتي حرب تشرين اليوم في ذكراها ال48 تحمل معها حكايات للمجد والشهادة سطرها جنودنا البواسل، فكانوا بحق فرسانا في ميادين العزة والبطولة، وامتزجت دماؤهم بتراب الوطن حتى لتكاد تنصهر أجسادهم وتلتحم مع أديمه برواية عشق لا تنتهي.
في حرب تشرين محطات مشرقة سيظل التاريخ يفاخر بها، وأهم هذه المحطات أن جنودنا البواسل استطاعوا أن
يحطموا أسطورة العدو التي لا تقهر، ويحققوا الانتصار تلو الانتصار في غير بقعة من البلاد، ورفعت رايات النصر تخلد لحظات شكلت علامة فارقة ماتزال تذكرها الأجيال وتستمد منها كل معاني السمو والعزة والكبرياء.
ولأن للنصر في تشرين فرحة لا تضاهى فقد وثق الشاعر الكبير نزار قباني هذه الإنجازات الخالدة بكلمات سبرت أعماق القلوب واستقرت في الأرواح وأنبتت أملا يزهر من جديد:
جاء تشرين .. إن وجهك أحلى بكثير .. ما سره تشرين الأول
كيف صارت سنابل القمح أعلى، كيف صارت عيناك بيت السنونو
إن أرض الجولان تشبه عينيك فماء يجري، ولوز وتين
كل جرح فيها حديقة ورد وربيع، ولؤلؤ مكنون
يا دمشق البسي دموعي سوارا وتمني، فكل صعب يهون
وضعي طرحة العروس لأجلي إن مهر المناضلات ثمين
هزم الروم بعد سبع عجاف وتعافى وجداننا المطعون
اسحبي الذيل يا قنيطرة المجد وكحل جفنك يا حرمون
علمينا فقه العروبة يا شام فأنت البيان والتبيين.
وعن تضحيات الجيش العربي السوري في تلك الحرب الخالدة، والتي مازلنا نتمثلها في صراعاتنا ضد قوى الإرهاب إلى أن يتحقق النصر الكامل، يقول الشاعر نجم الدين الصالح:
أيها السادس المجلجل من تشرين، أهلا فقد عشقن النفيرا
لا نطيق الحياة إلا كفاحا، وكفاحا خلف الجليل مريرا
يا شموس العيد الحبيبة، هلا عدت جفنا على الجليل كسيرا
وربما كانت الشاعرة هند هارون الأكثر تعبيرا عن فرحتها بالنصر والأقدر على التعبير عن اجتياح الفرح قلوب السوريين، وخصوصا أن الانتصار كان ساحقا، وكبد العدو خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وأثبت الجندي السوري مهارة فائقة في استخدامه للتقنيات والأسلحة الحديثة، هذا إلى جانب إيمانه بقضيته العادلة، فقالت:
إيه تشرين وقد أوقدت في صدري لهيبه، بت في قلبي ربيعا
تنشر الدنيا طيوبه، صرت لحنا في حداء الشعر يندى
بالعذوبة، أنت للتاريخ سفر مشرق أنت الخصوبة
ولكن شاعر العروبة سليمان العيسى كان الأكثر متابعة للحرب وتوثيق تطوراتها وما تركته الانتصارات في نفوس السوريين أولا ومن ثم على الصعيد العربي بشكل عام، وكتب العديد من القصائد نختار منها” ناداهم البرق”:
ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا، عند الشهيد تلاقى الله والبشر
ناداهم الموت فاختاروه أغنية، خضراء ما مسها عود ولا وتر
تقدس المطر المجدول صاعقة، وزنبقا يا شموخ الأرض يا مطر
وما أشبه اليوم بالأمس، فقد حاول أعداء الحرية أن يغزوا بلادنا من جديد، ولكن هيهات هيهات أن ينالوا من صمود جيشنا العربي السوري، الذي خبر معنى المقاومة، وتذوق نشوة النصر، فكان مصيرهم أن يذوقوا طعم الهزيمة من جديد، وهاهم يجرون ذيول الخيبة بعد أن تحطمت طموحاتهم وأطماعهم على أسوار بلادنا المحصنة بسواعد أبنائها الميامين المؤمنين بقضيتهم، والمتربصين بكل من يحاول أن يمس الوطن بأذى، بهم فقط كل عدو زائل ويبقى الوطن مقدسا، شامخا، عزيزا، وكل ليمونة فيه ستنجب طفلا ومحال أن ينتهي الليمون، وفي كل يوم سيولد نصر جديد، وأمل بالعمل ينبت حضارة ونماء ومستقبلا زاخرا بإنجازات خالدة..

آخر الأخبار
سوريا تشارك في الاجتماع العربي السابع للحد من الكوارث بخطة وطنية دمشق تُعيد رسم خارطة النفوذ..  قراءة في زيارة الشرع إلى روسيا الاتحادية وزير الطوارىء: نحن أبناء المخيّمات..نسعى لإعمار وطنٍ يُبنى بالعدل أوضاع المعتقلين وذوي الضحايا .. محور جولة هيئة العدالة الانتقالية بحلب بعد تحقيق لصحيفة الثورة.. محافظ حلب يحظر المفرقعات تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات