الثورة أون لاين – ريم صالح:
كلنا يعرف من هي أمريكا، وكلنا يعي جيداً ماذا ارتكبت إداراتها الفاشية المتعاقبة سواء جمهورية، أم ديموقراطية، من حروب، ومن كوارث، وماذا جرت من ويلات على شعوب المعمورة بأسرها، بل لعل الأهم هنا أننا كلنا ندرك تماماً أن كل روايات نظام البلطجة والهيمنة الأمريكي كاذبة، ولا أساس لها من الصحة، سواء كانت هذه الروايات الهوليودية تستهدف موسكو بسردها وتشابكاتها الكاذبة، أو دمشق، أو طهران، أو غيرها، وأن هدفها دائماً وأبداً من خلال هذه الافتراءات كان التسيد، والعربدة، والاستثمار في دماء الأبرياء، ونهب ثرواتهم، وتكريس القطبية الأحادية لا أكثر ولا أقل.
لذلك وإسقاطاً على ما ذكرناها، فإننا نستطيع الجزم بأن مزاعم أمريكا واستهدافها الدائم للدور الروسي البناء والإيجابي، وحملة التشويه الممنهجة لسمعة موسكو في الأروقة الأممية وخلف جدران الدبلوماسية العالمية، ومن تحت الطاولة، والهمس في آذان أنظمة الانقياد الأوروبية المتعامية عن حقيقة الوجه الأمريكي المشوه واليد الأمريكية القذرة، فهي إنما تندرج في إطار محاولة إيجاد أي ذريعة، أو ثقب سياسي، أو دبلوماسي، من شأنه أن يخول واشنطن، ويبرر لها زوراً وبهتاناً التدخل بالشأن الروسي، أو محاولة تقويض الدور الذي تلعبه موسكو على الساحة العالمية.
الكرملين حسم الأمر، وقال ببساطة وبمنتهى الوضوح: “موسكو لم ولن تستخدم الطاقة كسلاح، والمزاعم الأمريكية بهذا الشأن خاطئة”.
ماذا يعني هذا الكلام؟!، برأينا فإن موسكو لم ولن تكون بيوم من الأيام بحاجة إلى أي دليل أو برهان يؤكد مساعيها الدائمة لتثبيت الاستقرار على الساحة الدولية، بدلاً من إشاعة أجواء الفوضى الهدامة التي تنشرها أميركا، وهي أيضاً ليست بحاجة إلى صكوك إثبات تؤكد براءتها من كل المزاعم والاتهامات التي توجهها لها واشنطن.
فتاريخ موسكو، وتمسكها بالقوانين الدولية، أقوى من أن يحجب بغربال افتراءات الكاوبوي الأمريكي.
بل إن الثابت لنا جميعاً أن من استخدم الأسلحة المحظورة دولياً هي أمريكا، وها هي فيتنام وهيروشيما أمثلة حية على ما نقول، وأيضاً من لفق الأكاذيب الخادعة، والحجج الواهية، والادعاءات بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل هي أمريكا، والتي اتضح فيما بعد أنها كانت أداة، أو شماعة، لا أكثر ولا أقل لتبرر أمريكا غزوها لهذا البلد، وكذلك فإن من استخدم سلاح التجويع، والحصار الجائر، والعقوبات الأحادية غير الشرعية، وغير القانونية بحق السوريين هي أمريكا، وإذا لم يكن كذلك فما هو “قيصر” إذاً؟!، ونضيف بأنه من استخدم ولا يزال سلاح الإرهاب، والتطرف، والتكفير، وإثارة الفتن الطائفية، والنعرات المذهبية من منطق فرق تسد هي أمريكا أيضاً.
هي ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها واشنطن موسكو بافتراءاتها، ومن منا لا يذكر قضية تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني المزعومة، وغيرها الكثير من الروايات مكشوفة الأبعاد والنوايا، ولكن لتمضي واشنطن قدماً في مزاعمها الهوليودية، فروسيا ثبتت موقعها على الساحة العالمية كقوة صاعدة تعمل على إرساء الأمن والاستقرار الدوليين، وفقا لما تمليه القرارات والمواثيق الأممية.