الثورة أون لاين – خلود حكمت شحادة:
أنشطة نمارسها دون رغبة منا وبدوافع غير ذاتية تمثل حاجتنا أبرز دوافع قيامنا بها وقلما يكون ذلك بإجبار وإكراه وإن كان إكراهاً اجتماعياً بسبب العادات والتقاليد مع الاهتمام والرعاية يتحول إلى إبداع.
الهوايات هي كل ما نقوم به من أنشطة ذات معنى وهدف ولا تقتصر على الأنشطة الترفيهية، وعند البحث في مفهوم الهوايات كأنشطة مفضلة ومرغوبة نجدها جديرة بالاهتمام فالهوايات ليست مجرد أنشطة إضافية تمارس في أوقات الفراغ وفي عطلات نهاية الأسبوع إنها مجمل الأنشطة المرغوبة والمفضلة بمثابة مشاريع معرفية وصحية أومهنية وربما تجارية وإنسانية.
تتوضح الهوايات في المدرسة ويمكن ملاحظتها بسهولة بما يدور داخل القاعة الصفية وخارحها من الأنشطة والاهتمامات التي ينخرط فيها الطلاب والتي تساعد في بناء شخصياتهم والتأثير في قبولهم في الجامعات والمجتمع لذلك علينا أن نشجع الأطفال كي يتعلموا الفنون والموسيقا إذا ما كانوا يرغبون بذلك إضافة إلى تشجعيهم على أخذ مواد إضافية بعد المدرسة، مثل تكنولوجيا المعلومات أو الرياضيات أو الآداب إذا ما كانوا يحبون ذلك لأن هذه المرحلة العمرية يكون الطفل فيها متعطشاً للتعلُّم والاكتشاف وبإمكانه استيعاب كل ما يتعلمه.
الهواية ليست موروثاً اجتماعياً تختلف من شخص لآخر ويمكن الانتقال بها إلى مرحلة الإبداع عن طريق التدريب وتنمية النشاطات والمتابعة من قبل الأسرة والمدرسة ولا بد من توفير الوقت والأدوات الخاصة بكل هواية والمحفزة على تنميتها وتطويرها للوصول بالحالة النفسية للطفل لدرجة الثقة بالنفس والإيجابية والأمل بالنجاح والإبداع لنصل بذلك إلى تحقيق رسالة ثقافية تعليمية تعزز المكانة الاجتماعية للفرد من خلال ربط الموهبة والهواية بحاجة المجتمع مستقبلاً.
وفي الحديث عن الهوايات وكيفية تنميتها علينا ألا نغفل دور وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الأفراد سلباً أو إيجاباً لأن تكنولوجيا التواصل دخلت صميم كل أسرة وأصبح طفلنا اليوم يبحر في مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات تلك الشبكة العنكبوتية وهنا وجبت المتابعة والتوجيه المناسبين لكل حالة على حدة حيث نجد طفلاً يصمم لعبة خاصة به أو رسماً معيناً بمساعدة تلك المواقع والصفحات ومنهم من يؤلف قصة يرسم شخصياتها ويسجل ويكتب أحاديث خاصة بها لتكون أشبه بحلقة كرتونية تلك هوايات وليست مضيعة لوقت ولكن شرط المتابعة والتصويب لوضعها في طريقها الصحيح واستخدامها السليم المناسب لذلك علينا دعم هوايات أطفالنا اليوم ليبدعوا فيها ولتكن ذخيرتهم في حياتهم القادمة وربما عملاً يمتهونه فيما بعد ويبدعون فيه يجدون فيه ذاتهم وآمالهم.