كلمة الموقع – بقلم مدير التحرير بشار محمد
تثبت مؤسسة الاتحاد الأوروبي أنها غير جديرة بلعب دور إيجابي على الساحة الدولية بعد أن ارتضت لنفسها أن تكون أداة لتنفيذ سياسات أعداء سورية بفقدانها للحد الأدنى من استقلالية قرارها وتبعيتها للولايات المتحدة الأميركية وتنفيذها لأجندات الكيان الصهيوني وهو ما يفسر إمعانها بتمديد الإجراءات القسرية اللامشروعة على مركز الدراسات والبحوث العلمية.
القرار الأوروبي يندرج فعلياً في سياق الاستهداف الممنهج لسورية ودورها وتأكيد أن محاولات الغرب التابع للسيد الأميركي مستمرة للنيل من سورية ومؤسساتها بذرائع ومسوغات واهية تفتقد للموضوعية والمصداقية عبر الهيمنة على المنظمات الدولية وتسييس عمل اللجان الأممية وحرف بوصلتها عن عملها الحقيقي والأساسي بالمحافظة على الاستقرار والأمن الدوليين.
محاولات الغرب العاجز تسييس عمل منظمة الأسلحة الكيمياوية مآلها الفشل والخذلان بعد مسلسل الفضائح والأكاذيب التي طالت لجان تقصي الحقائق والمفتشين ومسرحيات الخوذ البيضاء وغيرها من الأضاليل التي لم ولن تحقق غايتها بالنظر لحرص الدولة السورية على الإيفاء بالتزاماتها منذ انضمامها لمنظمة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية بملء إرادتها وبتأكيدها على القيام بواجبها بحماية وحدة وسيادة أرضها واستعادة كامل جغرافيتها والقضاء على المشروع الإرهابي وممارسة حقها بالدفاع عن شعبها وحقوقه بما كفله القانون والمواثيق الدولية .
القرار الأوروبي يثبت فشل محاولاته إيقاف وعرقلة الدور السوري باستعادة مكانته على الساحة الدولية وحضوره الفاعل والانفراج تجاه دمشق عربياً وإقليمياً دون استبعاد حالة القلق الكبير التي تعتري مراكز صنع القرار الغربي من ضبابية التوجه الأميركي والدور الحقيقي لها في المنطقة وتحديداً في سورية بانتظار ما ستؤول إليه جلسات اجتماع جنيف المرتقب والذي ينتظر منه أن يكون تعزيزاً لانتصارات الدولة السورية في مختلف الميادين.
الغرب المفتقد للرؤية والسياسة الواضحة تجاه ملفات المنطقة عامة وسورية خاصة يمارس دور التابع والأداة التنفيذية لإرادة الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها “اسرائيل” دون أن يتبصر بالمتغيرات الدولية على الساحتين الإقليمية والدولية ودون أن يتعلم الدروس القاسية فأميركا التي صفعت فرنسا منذ أسابيع في قضية صفقة الغواصات لن توفر الاتحاد الأوروبي ومؤسساته في لحظة التفاهمات السياسية الكبيرة مع روسيا وستجد نفسها خارج ميزان القوى الفاعلة في المنطقة بل خارج الحسابات وتدفع ثمن الحسابات الخاطئة.