الثورة أون لاين – هنادي الحوري:
الفن التشكيلي لوحة ترسم أهم إبداعات العصر الذي نعيشه يجسد رؤية الفنان لما يحفل به عصره من لمسات فنية تعكس مكنونات الحياة المعاصرة، إضافة إلى مخيلته التي تزخر بكلّ ما هو مميز على لوحة الحياة وما يحاكي تطوير الواقع والنهوض به، وعلى هامش فعاليات معرض سورية الدولي للإعلام والاعلان والطباعة ميديا اكسبو سيريا 2021بدورته الثالثة والذي تنظمه مجموعة خلف مشهداني للمعارض والمؤتمرات على أرض مدينة المعارض بدمشق. ..شاركت مجموعة من الفنانين التشكيليين في المعرض بمجموعة أعمال ولوحات فنية، إيمانا بأن الفن مرآة المجتمع وهو جزء لا يتجزأ منه ولا يقل أهمية عن باقي مجالات الحياة وللارتقاء بالمستوى البصري والجمالي لجميع نواحي الحياة التي يجسدها الفنان ويرسمها بأعماله، وللإطلاع على أهم التجارب المشاركة بالمعرض كانت لنا هذه اللقاءات:
الفنان التشكيلي علي الكفري:
مشاركتي بالمعرض بدعوة من مجموعة مشهداني وذلك لرفع قيمة الفن التشكيلي والتعريف بأعمالي الفنية ,كما هو مكان لالتقاء الأجيال (الشباب و المخضرمين) من الفنانين، تنوعت موضوعاتي المعروضة بالمعرض ما بين التعبيري والواقعي ،حيث تناولت التراث السوري الأصيل والمرأة، فقد قمت بإضافة تقنيات ولمسات خاصة تخرجها من الأسلوب الجداري، وكذلك ابتكار مواد جديدة وغير عادية وتطويرها للخروج من الشكل العادي والمألوف للأدوات المستخدمة لرسم اللوحات (خيوط القنب، الجرائد ، الشمع المذاب بالماء، والعشب الأخضر) للحصول على لوحة فنية مميزة ترتقي بالمستوى البصري والجمالي للذائقة الفنية.
من جانبها النحاتة أمل زيات تحدّثت عن مشاركتها بالمعرض بالآتي: مشاركتي كانت بدعوة من مجموعة مشهداني للفنانين التشكيليين، وذلك لأن الفن مرآة المجتمع يهدف إلى تشجيعهم، والهدف من المشاركة هو عرض آخر ما أنتجنا من أعمالنا الفنية وتحقيق انتشار أوسع وذلك عن طريق وسائل الإعلام جميعها وتحقيق حالة اتصال وتماس مباشر مع الزوار والفنانين المشاركين، والاطلاع على تجاربهم الفنية وتبادل الخبرات والآراء وخلق أفكار جديدة وتوسيع دائرة المعارف، إضافة الى وجود محاضرات قيمة تغني المعرض ومشاركيه وزواره بأعمال متنوعة بأكثر من أسلوب: كالتعبيري والتجريدي تناولت الانسان، وكان الاقبال جيداً مما يدل على حالة التعافي التي تشهدها البلاد، كذلك التنظيم كان جيداً، إضافة إلى الحضور الواسع واللافت للإعلام.
الكاتب السوري جلال التش تحدّث عن مشاركته بالمعرض قائلاً: باعتباري أول كاتب سوري يحصل على وسام الشرف الفرنسي بالفنون والآداب عن كتابي الحب الأبدي للمعالم والمدن الفرنسية التي قامت وزارة الثقافة بحفظ الكتاب بمديرية الإبداع حقوق المؤلف بعد ما اطلعت على محتواه عن طريق لجنة مختصة باللغة الفرنسية، وعملنا ملخصا عنه بالعربي وهو موجود بجميع المراكز الثقافية بناءً على تشجيع السيد الرئيس بشار الأسد للكتّاب والمثقفين، حيث انجزنا عملاً مميزاً عالمياً يليق بالكاتب السوري، وعن مشاركته بالمعرض وأهميتها قال التش: شاركت بالمعرض لأنه معرض سوري ودولي مهم للفنانين، حيث يدعمهم ويشجعهم على عرض نتاجاتهم الفنية والفكرية على حد سواء، إذ يتيح فرصة أمام الناشر لعرض جديده أمام أكبر شريحة ممكنة من الناس، فالكتاب كان ومازال وسيلة المعرفة الأولى للتعرف على ثقافات الأمم السابقة والحالية.
بدورها الفنانة نهى جبارة قالت عن مشاركتها بالمعرض: مشاركتي نوع من التحدي لكل الظروف والصعاب التي يمر بها بلدنا سورية، واثبات وجودنا كمجتمع فنانين لنؤكّد للعالم أننا أصحاب حضارة عريقة وإرث حضاري وتاريخ أصيل ولن نتخلى عن ثقافة وهويتنا، أما عن موضوعات لوحاتي بالمعرض فهي تتناول الهم السوري بأسلوب تعبيري تأثيري، وتمنت أن يرافق المعرض ضخ إعلامي وإعلاني أوسع.
أما النحاتة شادية دعبول وعن مشاركتها بالجناح الفني التشكيلي بالمعرض فقالت:
هي تظاهرة فنية جميلة وجديدة في ظل الظروف الحالية التي نمر بها، مع ضرورة تكثيف وزيادة هكذا فعاليات، فالفن مظلوم والثقافة الفنية تكاد تكون معدومة في الوسط الاجتماعي العادي وليس الفني، ونحن بحاجة الى اهتمام ودعم اكبر للفن والفنانين.
من جهتها غادة حداد تحدثت عن مشاركتها بالمعرض قائلة: وجودنا هنا بناءً على دعوة من معرض اكسبو ميديا، والميديا تعتمد على الإعلام والإعلان، ومشاركتنا بصمة واثبات وجود، فنحن كفنانين تشكيليين لنا تجربة فريدة من نوعها وهي ظاهرة جميلة يوجد فيها تقارب، فالميديا بحاجة الى وجود مادة ثقافية مثل الفنانين الموجودين بجناح واحد، وبنفس الوقت نحن كفن تشكيلي نحتاج الى الميديا للمساعدة في تسليط الضوء على أعمالنا ونتاجاتنا الفنية وتحقيق انتشار أوسع، فالفنان في مختلف العصور والأزمنة يحتاج للانتشار والتسويق لتحقيق ما يطمح اليه من شهرة وربح معنوي ومادي، والفنان دون الإعلام والإعلان سيبقى في محترفه ولن يحقق ما يطمح إليه..
أما عن الإقبال فأكّدت أنه كان جميلاً، وحقق تواصلاً مباشراً مع الزوار، وهو خطوة لتشجيع الفنانين على الاستمرار والعطاء والتجدد، ونؤكّد على ضرورة وجود هكذا فعاليات تحتضن الفن والفنانين.
نجوى الشريف فنانة حرفية فسيسفاء زجاجي أدلت بدلوها قائلة: شاركت بمجموعة من اللوحات بالفن التشكيلي والفسيفساء، وأحببت المشاركة لأنها زادت من خبرتي وتجربتي، والميديا تعمل على تسويق أعمالنا وتوجيه رسالة فنية بأننا موجودون ونحنا بخير وسنتجاوز الازمة والظروف وننطلق للعالمية، والمعرض دعم للانتقال لمرحلة افضل وتبادل الخبرات وخلق أفكار جديدة لإحياء التراث من خلال عرض أعمالنا والتسويق وتوجيه رسالة فنية مؤثرة للعالم أجمع للحفاظ على التراث والهوية ونقلها للغرب بطريقة عصرية وحديثة من خلال اعمالنا الفنية.
معارض كهذه كفيلة بإيصال رسائل عدّة بأن الفن لا يموت مادام هناك من يعمل على بث روح الحياة فيه باستمرار وتغذيته بكل ما يلزم ليبقى مادة مهمة تعرّف بمجتمعنا وتحافظ على هويتنا وتراثنا الغني بكل مقومات الحضارة، وفنانونا خير من يحمل الرسالة ويحافظ عليها.