لا يؤكد فشل الجولة السادسة من اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف تبعية وارتهان من تسمى نفسها (معارضة وطنية)، بقدر ما بات يؤكد حقيقة إفلاس منظومة الإرهاب بشكل عام، ولاسيما بعد أن فقدت جل أوراقها وخياراتها في الميدان السوري.
فما حصل في جنيف جزء لا يتجزأ من المحاولات الصهيوأميركية والغربية المستمرة للعبث بالواقع المرتسم على الأرض، وهو بالتالي لا ينفصل بأي شكل من الأشكال عن التصعيد الأميركي الممنهج الذي يستهدف نسف كل الحلول السياسية، بغية إبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه حتى يتسنى لقوى العدوان والإرهاب خلق مساحات جديدة من الابتزاز والاستغلال والاستثمار بدماء الشعب السوري.
منذ الجولة الأولى لاجتماعات لجنة مناقشة الدستور، لم تقدم (معارضة الفنادق) أي ورقة عمل وطنية تسهم في دفع عجلة العملية السياسية إلى الأمام، بل على العكس من ذلك تماماً، فإن كل ما كانت تطرحه وتقوم به، لم يخرج عن سياق الإملاءات والمطالب والطموحات الأميركية التي تستهدف وحدة وكرامة الشعب السوري الذي لم ولن يسمح بأي تجاوز للخطوط الحمراء التي رسمها، وخصوصاً وحدة أراضيه وسيادته وكرامته.
ما تتجاهله تلك الأطراف حتى اللحظة أن العودة إلى الوراء باتت من الماضي الذي يستحيل الرجوع إليه تحت أي ظرف من الظروف، فالدولة السورية أضحت اليوم على مشارف إنجاز انتصارها الأكبر المتمثل بتحرير وتطهير ما تبقى من أرضها من قطعان الإرهاب وفلول المحتلين والغزاة، وخاصة بعد أن بدأت الكثير من دول المنطقة والعالم بالاستدارة والعودة إلى دمشق لقناعة تشكلت لدى الجميع بأنه لا يمكن إنقاذ المنطقة من آتون المجهول إلا بالتصالح والتعاون مع دمشق انطلاقاً من دورها الفاعل والمؤثر في المنطقة ومن مكانتها الحضارية والتاريخية.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي