الثورة أون لاين – السويداء – رفيق الكفيري:
أقام فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بالسويداء اليوم ندوة تكريمية بعنوان / فؤاد أبو عساف… أيقونة البازلت / وذلك بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيله، وتخلل الندوة تقديم برومو قصير عرض من خلاله مجموعة من أعمال النحات الراحل والتعريف بتجربته التشكيلية، وافتتاح معرض فني تشكيلي ضم 72 عملاً فنياً متنوعاً بين النحت والتصوير والحفر، بمشاركة أكثر من 38 فناناً بالإضافة إلى الجناح التكريمي للفنان الراحل وخريجي كلية الفنون الجميلة لعام 2019.
وبين رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بالسويداء الفنان حمد عزام أن الفنان الراحل نشأ في بيئة كادحة وشق طريقه بنفسه حتى شكل مدرسة خاصة بأسلوبه المتفرد بالنحت ولمع اسمه على الساحة الفنية التشكيلية محلياً ودولياً وترك إرثاً فنياً غنياً من آلاف الأعمال الفنية والروليف النحتي والدراسات، لافتاً إلى أن الفنان أبو عساف تخرج من مشغله عشرات الفنانيين وشارك في العديد من ملتقيات النحت داخل وخارج القطر وانتشرت أعماله داخل وخارج القطر، وخلال مسيرة حياته أنتج ما ينوف عن خمسة آلاف عمل فني بين اللوحة والدراسة والمنحوتة بمختلف القياسات والأوزان مجسداً الأساطير والملاحم في أعماله ومن أهمها النصب التذكارية للشهداء ومنها النصب التذكاري لشهداء الجامعات السورية في حرم جامعة دمشق الذي أزاح الستار عنه السيد الرئيس بشار الأسد عام 3013. ولفت عزام إلى أن الفنان الراحل كان له دور وامتداد اجتماعي وإنساني ومن ذوي الأيادي البيضاء في مجتمعه كما احتوى منزله مكتبة كبيرة غنية بمحتوياتها الفكرية والأدبية والفنية والكثير من النظريات الجمالية التي ترجمها في أعماله. مدير الثقافة بالسويداء باسل الحناوي قال اليوم نكرم أحد نجوم الوطن الفنان الراحل فؤاد أبو عساف الذي أنطقت أنامله الحجر، وجعل الحجر قطعة فنية تسحر النظر، ورفع اسم سورية عالياً في المحافل الدولية، الفنان غازي عامر قال: لقد كان الفنان النحات فؤاد أبوعساف يتحرك عادة في أكثر من اتجاه لمعالجة موضوعاته التي تنوعت هي أيضاً، وجعل الاهتمام بالإنسان أولوية وقيمة عليا في الحياة وبخاصة البورتريه، وكان له الفضل في تأسيس ملتقى النحت الدولي في السويداء الذي أنجز منه ثلاث دورات، وأشار الكاتب فواز خيو إلى أن حفل التأبين يقام للراحلين، لكن المبدع حين يضع النقطة في نهاية نصه يغادر الجسد ليسكن في النص أو اللوحة إلى الأبد، لقد فجر فؤاد أبو عساف ثورة في البازلت، واخترع فناً جديداً هو التطريز على البازلت، حول البازلت إلى شرشف حرير يموج بكل التجعدات والخرز، من الصخور فصل أثواباً جميلة للنساء والجرار والطرابيش، لقد أذل البازلت فانتقم من غباره وفتك بالرئتين، عزاؤه أنه حجز مكانة بين الكبار في التشكيل السوري مثل لؤي كيالي وفاتح المدرس ونذير نبعة وغيرهم. زوجة الفنان الراحل نجود الشومري التي أحبت فيه الإبداع والعطاء أشارت إلى أن الراحل رغم الألم والأوجاع كان لا يتوقف عن متابعة العمل النحتي، كان كالصخرة بقوته وإصراره على تقديم المزيد من الأعمال الفنية، مؤكدة أن كل الصفات والسجايا الحميدة والنبيلة اجتمعت في شخصية الفنان الراحل فؤاد أبو عساف، وفي كلمة له باسم آل الفقيد أكد أن سورية التاريخ والحضارة العصية على الأعداء ولادة المبدعين وفؤاد أبو عساف واحد منهم، وإقامة هذا الحفل التكريمي للفنان الراحل دليل على تقدير الفن والإبداع والمبدعين من أبناء الوطن، لافتا إلى أن الفنان الراحل ترك إرثاً فنياً وإبداعياً على الساحة الوطنية والعالمية، شاكراً فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في السويداء على هذه اللفتة الكريمة.
شارك في الندوة التكريمية وافتتاح المعرض حشد كبير من الفعاليات الفنية والشعبية والرسمية وأسرة الفنان الراحل. يشار إلى أن الفنان فؤاد أبو عساف من مواليد قرية سليم بالسويداء سنة 1966.. تخرج من قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1991 وعمل أستاذاً لقسم النحت في كلية الفنون الجميلة وله معارض فردية إضافة إلى مشاركاته في العديد من المعارض والملتقيات الفنية المشتركة داخل سورية وخارجها.