الثورة أون لاين:
تحيي الجزائر يوم غد الذكرى السابعة والستين لاندلاع ثورتها التحريرية والتي شكلت إنجازاً ملحمياً قدم خلالها الشعب الجزائري تضحيات جساماً فكانت منبع إلهام للجزائريين ومصدراً لذاكرتهم التاريخية وأصبحت بمبادئها ومثلها العليا نهجاً أسمى اقتدت به شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية في كفاحها النضالي من أجل التحرر من الاستعمار.
و لفت السفير الجزائري بدمشق لحسن تهامي إلى أن ثورة التحرير الجزائرية تتويج نضالي لمقاومات شعبية متعاقبة ضد الاستعمار في البلاد كان على رأسها مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري الذي أغنت مآثره البطولية والفكرية والإنسانية الحضارة العالمية مبيناً أن إقامة الأمير عبد القادر في دمشق عززت الرصيد التاريخي للعلاقات الجزائرية السورية.
العلاقات بين البلدين تميزت دوماً بالتلاحم الشعبي
وأكد السفير تهامي أن العلاقات بين البلدين تميزت دوماً بالتلاحم الشعبي والحرص المتواصل من قبل قيادتي البلدين على تعزيز جسور التواصل والتشاور والتنسيق بينهما وتجلى ذلك من خلال اللقاء الذي جمع كلاً من وزيري خارجية البلدين على هامش الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي.
وبين تهامي وجود رغبة صادقة ومشتركة للجانبين في البحث عن فرص الشراكة المتاحة في سبيل دعم العلاقات الثنائية وإثرائها بمختلف المجالات وهي مهمة تضطلع بها اللجنة المشتركة للتعاون والتي عقدت دورات عدة على المستوى الوزاري واتخذ البلدان فيما بعد خطوة متقدمة برفع هذه اللجنة إلى مستوى اللجنة العليا المشتركة للتعاون برئاسة رئيسي حكومتي البلدين وقد أغنت دورتيها الأولى والثانية الإطار القانوني للعلاقات بعدد من الاتفاقيات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم والبرامج المختلفة وغطت قطاعات اقتصادية وثقافية عديدة ويعمل الجانبان على تفعيلها خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين وتطلعهما إلى مزيد من التعاون والتلاحم والتضامن.
ولفت تهامي إلى إسهامات الجزائر وثورتها التحريرية في إرساء قيم الحرية والعدالة والمساواة في الحقوق بين الشعوب وزرع قيم السلم وحل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها وتغليب سياسة الحوار بين الشعوب والأمم والحضارات وهو ما عكسته المبادرات العديدة التي اتخذتها بلاده سواء في جوارها المباشر وعلى المستويين الإقليمي والدولي مؤكداً رفض الجزائر سياسات فرض الأمر الواقع والسياسات التوسعية على حساب الشعوب الأخرى المضطهدة.
دبلوماسية الجزائر نجحت في تكريس مكانتها الدولية
وبين تهامي أن دبلوماسية الجزائر نجحت في تكريس مكانتها الدولية قبل الاستقلال وبعده وأن المبادئ الراسخة للسياسة الخارجية لبلاده تقوم على احترام استقلال وسيادة الدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
تهامي أكد أن شعب بلاده في ظل قيادة الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون يواصل بخطى ثابتة مسار ترسيخ البناء الديمقراطي للجزائر الجديدة فبعد نجاح الاستفتاء الشعبي حول الدستور والانتخابات التشريعية التي تولد عنها مجلس شعبي وطني جديد يتهيأ الجزائريون لاستحقاق الانتخابات المحلية وكلهم عزم على ترسيخ دعائم مؤسسات دولتهم القوية بمخطط عمل حكومي طموح قائم على تعزيز دولة القانون وتكريس الحوكمة وعصرنة العدالة وتعزيز الحريات ومحاربة الفساد وتعزيز دعائم الانعاش الاقتصادي وعصرنة النظام المصرفي والمالي وإصلاح القطاع العمومي التجاري وتحسين جاذبية مناخ الاستثمار.
وأوضح تهامي أن الدبلوماسية الجزائرية تسهم في إنجاح البرنامج الحكومي في بلاده مع مختلف قطاعات ومؤسسات الدولة من خلال ترقية دور الجالية الوطنية المقيمة بالخارج واعتماد دبلوماسية اقتصادية نشطة من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية للجزائر مع شركائها والتعريف بالطاقات الإنتاجية للسوق الجزائرية ودعم المنشآت المحلية في التصدير إلى الأسواق الخارجية واستقطاب الاستثمارات الخارجية وفتح آفاق للاستثمارات الجزائرية في الخارج.
وجدد السفير تهامي التأكيد على أن ثورة الفاتح من تشرين الثاني عام 1954 ستبقى راسخة في ذاكرة أبناء شعبه وذاكرة كل الشعوب المحبة للحرية والتواقة للاستقلال ومنها الشعب السوري بما قدمه من مساندة قوية ودعم واسع للثورة التحريرية في الجزائر.