بعد كلّ حديث عن أي قضية سواء أكانت خدمية أم اقتصادية أو اجتماعية وحتى سياسية لآن السياسة على ما يبدو تدخل في جميع القضايا الأخرى بالتجربة هناك كلمة يقولها الجميع ولكن.
هناك ارتفاع جنوني في الأسعار وفوضى في الأسواق وجشع كبير يقوم به بعض التجار و..و.. ولكن.. ولكن الظروف تغيّرت والأحوال تبدّلت والتكاليف زادت و.. و…إلخ.
هناك مشكلة في تنفيذ شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف، وهناك مشكلة في آلية عمل المؤسسات والوزارات ومافي حكمها ولكن.. هناك خلل في تنظيم الدور وطريقة تأمين المواد والسلع والخبز والمازوت وما شابه ولكن تأتيك المبررات والمسوغات غير المعقولة وغير الموضوعية ويتحفوننا بسرد الأسباب الموجبة وغير الموجبة في التداعيات والنتائج ويستخدمون هذه الـ (ولكن) كما يحلو لهم ويخدم مصالحهم وتقديم أعذارهم الواهية يضعونها في المكان الذي يريدونه ضمن الزمان الذي يناسب الفكرة أو القضية والمشكلة التي تؤرق الناس وتثير وتهيج آلامهم وأوجاعهم .
القرى عطشى رغم توافر المياه وهي تهدر في الحقول والشوارع ومنها مايذهب إلى البحر.. الكهرباء تكاد لاتصل سوى ساعات محدودة في بعض الاماكن ولكنّها مستمرة أكثر في أماكن أخرى وربما أكثر بكثير في أماكن ثانية … الغاز والمازوت والبنزين ومعها المواد الأخرى المدعومة بالكاد يتم تأمينها وكلنا يعلم المعاناة التي يعيشها المواطن في سبيل الحصول عليها… ولكنّها متوافرة بكثرة وبأسعار السوق السوداء وحتى بالأسعار الحرة التي تطرحها الحكومة والأسئلة كثيرة وكبيرة جداً مثلاً: كيف يتوافر السكر غير المدعوم في صالات السورية للتجارة وغير متوافر مدعوماً ومثله الزيت والسمون والمشتقات النفطية الأخرى كيف تتوافر مليارات الليرات وبالمئات لمشاريع يمكن أن تؤجل بينما تغيب عن مشاريع حيوية خدمية ضاغطة جداً؟!! كيف يمكن أن ترفع الحكومة أسعار المواد والسلع بأنواعها المختلفة الحياتية الضرورية والمنزلية الكهربائية ومواد البناء وغيرها مرات ومرات ولا ترفع أجور ورواتب الموظفين وإن تكرمت ورفعتها فهي لا توازي ١٪ من غلاء المعيشة.
الحكومة تتحدث في الأسباب الموجبة وغير الموجبة في الحال والأحوال وما يتعرض له الوطن من حصار وإرهاب وهذا صحيح ويعلّمه المواطن ويعيشه لكنّها لا تتحدث عما عليها فعله في اقتراح الحلول والتخفيف عن المواطن.
تبريرات يطلقها أصحاب القرار ويتغنون في استخداماتها كي يبرروا تقاعسهم وتقصيرهم ولكنّهم …لايقرون بها عندما يقدّم المواطن دليلاً واقعياً حياً في معيشته وحياته اليومية.
حديث الناس- هزاع عساف