التجديد اللغوي في عصر الفضاء الأزرق سلاح ذو حدّين، فمن جهة يُفقد اللغة خاصيتها الأساسية “الفصحى” ويلقى استحسان جمهور يهتم بالشكل الحديث بعيداً عن الدّقة المصطلحيّة، ومن جهة ثانية يلبّي حاجات إنسانية متجدّدة مع كلّ اختراع…
توصيف وتشخيص تلك الحالة تعبير مباشر عن الخطر الذي يهدّد لغتنا إذا لم نواكب تلك التطورات بتجديد لغوي يضيف إلى معاجم العربية مصطلحات تتماشى مع متطلبات العصر، مصطلحات مسؤولة تراعي السهولة والدّقة لما هو شائع ومعروف بين العامة من الناس، وعربيتنا تسمح بتوليد مصطلحي لا ينتهي…
أين علماء اللغة المحدّثون المشدّدون على صوابية اللغة العربية…!!؟؟ فالنسبة والتناسب في مواكبة لغة العصر عند هؤلاء العلماء تكاد ترجّح كفة العامية والصورة المستحسنة عند العامية لمصطلحات الفضاء الأزرق تقتحم لغتنا وفضاءاتها وتشوّه وتبدّل وتغيّر دون ضرورة تُبيح الخروج على بعض قواعد اللغة…
أما قضية التجديد اللغوي الإعلامي فحدّث ولا حرج، وكأن البعض يفهم من التجديد التقليد الأعمى فقط، دون البحث عن مسوّغات هذا التقليد وإلى أين يمكن أن يصل الحال – بأساليب مباشرة وغير مباشرة – من تدمير للغة ومضمونها ومقدساتها…
تحديث اللغة بما لايتعارض مع السلامة اللغوية والفصاحة المعاصرة والتمثيل للقواعد النحوية بعبارات وتركيب مستمدة من الحياة اليومية لا يُفقد اللغة سلامتها ولايبعدنا عن مواكبة العصر في لغتنا الأدبية والثقافية والعلمية والإعلامية…
رؤية – هناء الدويري