على وقع العبث الأميركي، يبدو المشهد مرشحاً للانفجار أكثر من أي وقت مضى، ففي الوقت الذي يتواصل فيه الإرهاب والتصعيد الأميركي في أكثر من مكان، تندفع خيارات الحرب نحو السطح وكأن المشهد على موعد مع شتاء مشتعل خلال الأيام القادمة.
فالسلوك الأميركي الذي يتجه نحو التصعيد، بات العنوان الرئيس لاستراتيجية واشنطن التي تجهد للخروج من عنق الزجاجة بشتى السبل والوسائل حتى لو كان ذلك بإشعال فتيل الحروب والنزاعات والصراعات في المنطقة والعالم.
التصعيد المتدحرج ضد الصين، والتحرش المستمر بروسيا، والإرهاب الممنهج ضد إيران، والعدوان على سورية والتخريب المدروس لدول المنطقة، كل ذلك هو لعب بالنار ومحاولة أميركية قد تبدو بائسة جداً للهروب إلى الأمام والحفاظ على النهج الأميركي العالمي الذي يبدأ بالهيمنة والتفرد والأحادية، ولا ينتهي بالغطرسة والغرور والخداع.
ضمن هذا السياق تبدو القرصنة الأميركية ضد ناقلة النفط الإيرانية، بقدر ما هي مغامرة غير محسوبة العواقب، بقدر ماهي حماقة وغوص في الجحيم ومراكمة للهزائم والاخفاقات، لاسيما وأن التداعيات الكارثية لهذا العمل الأحمق سوف تدفع بالجميع إلى عمق الهاوية، وفي المقدمة الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها، وخصوصا الكيان الإسرائيلي الذي يشارك الولايات المتحدة إرهابها وعبثها وحماقاتها.
الصفعة الإيرانية لواشنطن، هي رسالة تحذير لإدارة بايدن ولكل أدواتها وحلفائها، بأن هناك خطوطاً يمنع تجاوزها، وبأن طهران ومعها محور المقاومة في المنطقة والعالم لن يخيفهم الإرهاب الصهيوني ولا القرصنة الأميركية، بل على العكس من ذلك تماماً، أي أنهم جميعاً جاهزون للذهاب بعيداً نحو كل الاحتمالات والخيارات ومستعدون لمواجهتها بكل جرأة وشجاعة وإرادة على تحقيق الانتصار والحسم السريع.
نبض الحدث – فؤاد الوادي