بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
كفانا قتل أنفسنا بالكربون.. كفانا التعامل مع الطبيعة كمكب قمامة.. كفانا حرقاً وحفراً واستخراجاً على أعماق أكبر.. وفوق هذا وذاك زعم زعماء الغرب في قمة المناخ الأخيرة، ومعهم أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنهم يريدون إنقاذ العالم من ظاهرة الاحتباس الحراري، وأنهم يرغبون بتخليصه من هذه الظاهرة المدمرة التي ستغرق مدناً كبرى بأكملها.
أطلقوا تحذيرات شديدة اللهجة كي يستنفر الجميع، وكي تكون القمة الفرصة الأخيرة لإنقاذ البشرية من القادم العظيم، وقالوا إن ساعة نهاية العالم تدق، فالمحركات الضخمة للمصانع العملاقة التي تنفث الكربون في الهواء تتسبب في أضرار كبيرة للكوكب، وباتت زيادة درجات الحرارة في الأرض بسرعة كبيرة لا تحمد عقباها، ولا بدّ من تقليل الاعتماد على الفحم نظراً لخطورته وتسببه بالاحتباس الحراري والتغير المناخي.
استمعوا إلى العلماء وقالوا علينا ألا نتجاهلهم، فمع ارتفاع الحرارة أكثر من درجتين مئويتين نخاطر بالإنتاج الغذائي العالمي والجراد سيجتاحنا، وإذا ارتفعت بأكثر من ثلاث درجات مئوية فقد تتزايد الأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر الشديد، والتي ستقود جميعها إلى الكوارث الأعم من زلازل وبراكين وتغيير في شكل الخارطة العالمية، بحيث تغرق جزر وتظهر أخرى، وإذا ارتفعت بأكثر من أربع درجات مئوية فقد تغيب مدن بأكملها مثل الإسكندرية وشنغهاي وميامي وغيرها من المدن التي ستضيع تحت أمواج البحار.
تنادوا إلى الحل، وقدحوا زناده بقولهم لنخفض انبعاثات الكربون، وصرخوا بالفم الملآن حان الوقت للتصدي للتغير المناخي.
لكن بعد كل هذا الصراخ والحشد الإعلامي والسياسي في القمة المذكورة يحق لنا أن نسأل: هل ستطبق الشركات الاحتكارية العملاقة في أميركا والغرب هذه التوصيات والمناشدات؟ وهل هي على استعداد للتخلي عن جشعها وأرباحها الخيالية التي تجنيها من مصانعها التي تنفث الكربون؟.
وهل وعود أميركا وتعهداتها بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة ستتحقق، وستتحسن بالتالي بيئة العالم؟ وهل فرنسا وبريطانيا وسواهما من الدول الاستعمارية الجشعة على استعداد للتفكير بعقلانية والتوقف عن تدمير مناخ الأرض بدخانها الأسود الذي تنفثه مصانعها؟ وهل لصوص الغرب مستعدون للتوقف عن إحراق غابات كندا وإفريقيا والأمازون وبيعها بالمزاد العلني؟.. باختصار شديد لن يتراجع الغرب عن سياساته المدمرة لكوكبنا بسبب جشعه وأطماعه وسيظل حكامه يقتلوننا بالكربون ثم يتباكون علينا!.