يؤكد التصعيد الممنهج الذي تقوم به منظومة العدوان والاحتلال على جبهات كثيرة، في المنطقة وخارجها، أن المشهد يتجه للانفجار الذي يشكل هدفاً أساسياً لقوى الإرهاب على اعتبار أن انفجار المنطقة يحقق الفوضى المطلوبة لتلك الأطراف.
فما تقوم به الولايات المتحدة من تعزيز وتحشيد لقواعدها غير الشرعية على الأراضي السورية، وما يقوم به النظام التركي من تعزيز لآلياته وجنوده في الشمال السوري، وما قام به قبل ذلك وبالتوازي مع إرهابييهم (تنظيم جبهة النصرة الإرهابي) من نقل شحنات من الصواريخ التي تحمل رؤوساً سامة وبمساعدة خبراء أجانب من الجنسيتين الفرنسية والبلجيكية إلى عدة مناطق بريف إدلب الجنوبي وإلى منطقة سهل الغاب بريف حماة بهدف استخدامها واتهام الجيش العربي السوري، هذا بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة التي يقوم به الكيان الصهيوني ضد الشعب السوري، كل ذلك يؤكد أنها لعبة توازع وتبادل الأدوار، من أجل الذهاب بالأمور نحو الفوضى على نحو يحاكي التصعيد الأميركي والإسرائيلي ضد إيران والصين وروسيا.
بحسب الواقع والمعطيات المتراكمة على جانبيي المشهد، يبدو أن قوى الشر والعدوان والبغي لم ولن تتخلى عن خيارات التصعيد والتوتير، بل على العكس من ذلك فإنها باتت أكثر استشراساً في الإرهاب والخراب والدمار، لأنه أضحى خيارها وهدفها الوحيد، لاسيما بعد الإخفاقات و الهزائم الكثيرة التي منيت بها في سورية والمنطقة، وما قابلها من انتصارات كبيرة حققتها دمشق وحلفاؤها.
إصرار معسكر الحرب و الإرهاب على التصعيد والتفجير وإشعال الحرائق التي لن تكون بمنأى عنها، لن يغير في العناوين الرئيسة للمشهد، بل سوف يؤدي إلى تثبيتها أكثر وأكثر، وبالتالي ما على تلك الأطراف إلا القبول والخضوع لكل تداعيات الانتصارات التي حققتها الدولة السورية على كل المستويات والجبهات، وغير ذلك هو مجرد مقارعة للوهم وإضاعة للوقت.
حدث وتعليق – فؤاد الوادي