لا نبالغ إذا ما قلنا إن آلاف الدراسات الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية تصدر شهرياً عن كتاب ومفكرين سوريين..نتابع الكثير منها على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مواقع الكترونية.. لكن هذا قليل والملاحظ أن معظم المواقع السورية التي يدير الكثير منها زملاء إعلاميون ليست معنية إلا بأخبار الإثارة التي تشد إليها سواء المتابع أم المسؤول إذ يغيب عنها العمق الذي يجب أن يكون.
وبكل الأحوال بعيداً عن هذا الاستطراد المستفز من يتابع حجم الدراسات وما تناقشه وتطرحه من قضايا يظن أن سورية بألف خير لأن الجهات المعنية تجمع هذه الدراسات وتحلل المعطيات وتعمل على الاستفادة منها …هكذا يظن من لايعرف الواقع ..
لكن الحقيقة أن الكثيرين ممن يجب أن يكونوا على دراية بما يصدر لايمرون قرب أي دراسة منها ..بل من حكم الواقع نعرف أن بعضهم يسخر قائلاً:ومن فلان حتى …ومن طلب منه أن يكتب ؟.
لكن ماذا لو كتب أمراً آخر ..لا يعجب..ألا تقوم الدنيا ولا تقعد ؟.
في المشهد الإعلامي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي الكثير مما يجب أن يعالج وتكون الدراسات طريقاً إلى ذلك ..لكن لا مراكز دراسات تفعل ذلك ..شتات يصدر وهو مهم ومع ذلك يذهب أدراج الرياح.
الأمر الوحيد أنهم من يجب أن يهتموا بالأمر بعضهم يدعو لندوات خارج الواقع.. تنظير دون تجربة عملية أو تقديم معطيات ..
اليوم في سورية نحن بأمس الحاجة إلى كل رأي وكل دراسة مهما كانت ..بحاجة إلى قراءة واقعنا كما هو تحليله وتصويبه..تقديم رؤى وجمعها والأخذ بما هو مناسب منها …هذا عمل مراكز دراسات تدعمها مؤسسات وجهات حكومية …فهل يعقل أن يبقى المشهد هكذا ؟.
معاً على الطريق .. ديب علي حسن ..