الثورة أون لاين:
تطورت قيمة المصري محمد صلاح بشكل لافت في الآونة الأخيرة، خاصة مع تألقه عبر تسجيل الأهداف، ما أدى إلى رفع أجرته المالية وتزايد الطلب عليه من قبل الأندية الأوروبية بانتظار حسم مستقبله.
ويقدم محمد صلاح أداء لافتاً في الآونة الأخيرة مع ليفربول، سواء عبر تسجيل الأهداف، أو الإسهام في انتصارات الفريق الإنكليزي. والمتتبع لمسيرة صلاح يجد تطوراً كبيراً في ما يتعلق بنجوميته، مروراً بالقيمة المالية التي بات يملكها.
ومع تصاعد التقارير الإعلامية عن مستقبله، سواء بالبقاء في ليفربول الإنكليزي، أو الانتقال إلى نادٍ أوروبي آخر، بات اللاعب المصري محطّ أنظار الأندية الأوروبية.
لكن الأمر اللافت، رحلة محمد صلاح الكروية، التي تحوّلت من لاعب يتقاضى أقل الأجور في الكرة المصرية، وقت انطلاقته، والأمر نفسه في تجربته الأوروبية الأولى، حينما احترف في بازل السويسري، قبل 9 سنوات، وصولاً إلى ما يحصده من ملايين لم يحصل عليها أي لاعب مصري أو عربي في رحلته الاحترافية وفقاً للعقد الجديد الذي ينتظره، سواء في ليفربول أو نادٍ آخر.
وفجّر نادي المقاولون العرب، عقب ثلاثية محمد صلاح في مرمى مانشستر يونايتد الإنكليزي، قبل أسبوعين، مفاجأة من العيار الثقيل عبر تصريحات متلفزة، لرئيس النادي السابق شريف حبيب والمشرف على الكرة محمد عادل فتحي، حينما كشفا عن الراتب السنوي الذي كان يناله صلاح عند بدء تصعيده للفريق الأول في عام 2009، وحتى رحيله في صيف عام 2012 للاحتراف الخارجي.
وكشف حبيب النقاب عن حصول صلاح على راتب سنوي قيمته ما بين 20 إلى 30 ألف جنيه مصري، بخلاف المكافآت المالية، وذلك في العقد الذي ربط اللاعب بالمقاولون العرب في موسمي 2009-2010، و2010-2011، قبل أن تُرفَع قيمة العقد المالي إلى 150 ألف جنيه مصري، وهو ما يعادل 8 آلاف يورو سنوياً، في موسم 2011-2012 الأخير لصلاح، بناء على طلب اللاعب، بعدما أصبح من هدافي الفريق. وانضم صلاح إلى المنتخب الأولمبي المصري، ثم المنتخب الأول في تلك الفترة، ثم بدأ بعدها اللاعب رحلته الاحترافية في أوروبا عبر بوابة نادي بازل السويسري.
وفي بازل، ارتدى صلاح قميص الفريق السويسري لموسم ونصف موسم، ولم يزد راتبه السنوي على 350 ألف يورو، وذلك في ظل إنفاق النادي وقتها مليونين و250 ألف يورو لشرائه من المقاولون العرب.
ولم يُجرِ صلاح أي تعديل على راتبه في بازل الذي ظل يتقاضاه في الفترة بين صيف عام 2012 و كانون الأول 2013، لتبدأ أول خطوة كبيرة في حياته عندما قرر الانتقال إلى صفوف تشيلسي الإنكليزي في كانون الثاني عام 2014 مقابل 11 مليون جنيه إسترليني (حوالى 12 مليون يورو) حازها بازل مع مليوني جنيه إسترليني حوافز إضافية.
وفي تشيلسي، لعب صلاح لمدة عام كامل (2014)، وحينها كان راتبه الأسبوعي 37 ألفاً و500 جنيه إسترليني فقط (حوالى 43 ألف يورو أسبوعياً)، وكان خارج قائمة أغلى 10 أجور أسبوعية بين زملائه اللاعبين، وكان يعوّل صلاح على تألقه في تشيلسي على غرار مشواره في بازل في الحصول فيما بعد على عائد مالي أكبر، ولكن لم يحدث ذلك، في ظل المعاناة من وضع المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو، المدير الفني له بديلاً في المباريات، ليضطر صلاح إلى الرحيل إلى فيورنتينا الإيطالي، معاراً لمدة نصف موسم 2014-2015 وينال الراتب الأسبوعي نفسه هناك في فترة الإعارة التي كان يعتبرها بداية استعادته لبريقه.
ومع تألق صلاح في الفيولا، خلال تلك الفترة، لفت بالفعل الأنظار بشدة، ليظهر تطور في مسرح الأحداث، إذ لاحقه نادي روما الإيطالي، ونجح في استعارته ثم شرائه في صيف عام 2015 ليصبح لاعباً أساسياً ونجماً كبيراً لفريق العاصمة الإيطالية لمدة عامين كاملين.
وفي روما، كان صلاح ينال راتباً أسبوعياً أكبر مما كان عليه في تشيلسي والفيولا، وهو 50 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً (58 ألف يورو)، ووصل دخله السنوي في روما إلى 3 ملايين و500 ألف يورو بشكل عام، ليصبح ثالث أكبر أجر بين زملائه اللاعبين في الفريق على مدار موسمين.
وكان ينتظر أن يُجرى تعديل العقد في صيف عام 2017 مع تألقه الكبير، ولكن حدثت نقطة التحول الكبرى في حياته، حينما انتقل إلى صفوف ليفربول الإنكليزي مقابل 42 مليون يورو يحصل عليها روما، ووقتها تضاعف راتبه إلى 100 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً (117 ألف يورو أسبوعياً) مع بدء رحلته في ليفربول موسم 2017 – 2018.
وجاء التألق الكبير لمحمد صلاح في ذاك الموسم التاريخي والاستثنائي في حياته، الذي شهد فوزه بلقب هداف الدوري الإنكليزي برصيد 32 هدفاً، واختياره كأفضل لاعبي الدوري لأول مرة في تاريخه ليفتح الباب سريعاً أمام إدارة ليفربول لتعديل عقده ومضاعفته في الوقت نفسه، ورفع الراتب الأسبوعي له إلى 200 ألف جنيه إسترليني، ليرتفع راتبه السنوي بشكل عام إلى 9 ملايين و600 ألف جنيه إسترليني سنوياً (10 مليون يورو تقريباً)، وهو العقد الذي يلعب به صلاح برفقة الريدز منذ عام 2018 حتى الآن وهو في طريقه لإكمال موسمه الخامس بشكل عام ضمن صفوف ليفربول، ويُعَدّ من أغلى الأجور.
وتشير هذه الأرقام إلى تضاعف رهيب وكبير ومستحق في أجر محمد صلاح كروياً خلال 10 سنوات داخل المستطيل الأخضر، فهو بدأ بالحصول على راتب لا يزيد على 30 ألف جنيه مصري، شاملة المكافآت سنوياً، ليصل إلى 240 مليون جنيه مصري في الموسم الواحد، وفقاً للأجر الحالي له.
وينتظر أن يشهد عقد صلاح الجديد تطوراً، في حال استمراره مع ليفربول أو انتقاله إلى نادٍ آخر في الموسم الجديد 2022 -2023، كما يخطط إلى رقم آخر مضاعف لا يقلّ عن 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً (467 ألف يورو أسبوعياً)، وهو الرقم الذي يجرى التفاوض بشأنه مع الريدز حالياً، وإن حصل سيقترب صلاح من حصد ما يفوق 20 مليون جنيه إسترليني سنوياً (23 مليون يورو)، أي ما يتخطى نصف مليار جنيه مصري.
والمثير أن صلاح يقترب أيضاً الآن من بلوغ عامه الثلاثين، ويخطط للاستمرار في الملاعب لثماني سنوات أخرى على الأقل، في ظل اهتمامه برفع لياقته البدنية وتطوير مستواه بشكل لافت في الفترة الأخيرة.