الثورة أون لاين – هناء الدويري:
نهج التصحيح بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد أسّس لبوصلة الثقافة والفكر عبر مؤسسات وبنى تحتية ثقافية متنوعة ومنتشرة على كامل الجغرافيا السورية، وإحداث هيئات ومنظمات فكرية تُعنى بالشأن الثقافي والمحلّي والعالمي لتبقى سورية بوصلة الشرق في عهد كلّ الحضارات المتعاقبة…
قائد التصحيح وتشرين خلق ثورة نهضوية في عالم الفكر والثقافة كما السياسة والصمود والنصر، فأسّس لنشاط ثقافي ليكون ضمن سلسلة النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية على السواء، وبوصلة الفكر الثقافية أخذت مسار اتجاهها من فكر القائد حافظ الأسد التنويري لتكون ثقافة وطنية تقدميّة إنسانية تسعى لأشكال التبادل الثقافي العربي توطيدا لوحدته، والتبادل الثقافي العالمي كي لايُضيّع العالم بوصلة الشرق في الحضارة الإنسانية، فمدرّج بصرى وتدمر وقلعة حلب ومعرض دمشق الدولي وكلّ المهرجانات الثقافية على مدار الأعوام التي سبقت الحرب، تشهد أن سورية مصدر الإشعاع الثقافي الذي بشّر وعمل به التصحيح منذ مايقارب النصف قرن من الزمن، ومهرجانات الفنون السينمائية والمسرحية وغيرها التي بقيت تستقطب أعلام الفكر والفنّ والثقافة، كما وفّر التصحيح صروحا حضارية من شأنها إحياء وتجديد ومواكبة الشؤون الثقافية كمكتبة الأسد والعديد من المراكز الثقافية التي وصلت الأرياف، ومديريات تُعنى بإحياء وصون ونشر التراث الثقافي العربي للحفاظ عليه في ظلّ ما نتعرّض له من تعديّات وسرقات لإرثنا الثقافي والحضاري والآثاري، فمنذ التصحيح إلى اليوم تمّ اكتشاف وترميم وتسجيل العشرات من المباني التاريخية والأسواق القديمة في منظمة اليونسكو الدولية، وتم تأسيس المتاحف وإحياؤها في مناطق عديدة من سورية، وكنوز سورية الآثارية عنوان تاريخها الذي حاول الإرهاب سرقته ومحوه خلال سنوات الحرب.
للموسيقى حصّتها من صدى ترانيم التصحيح التي نهجت ذلك النهج القويم فكانت لدار الأسد للثقافة والفنون مكانتها بين ربوع دمشق وصداها على أفنان مسارح العالم لموسيقيين شرقيين انسجموا مع حداثة الموسيقى وقدّموا للجمهور المحلّي والعالمي موسيقى أصيلة كلغة تواصل حضارية تُقارب بين الأجيال والثقافات…
بوصلة التصحيح أيضا أعطت الكتب وتأليفها وترجمتها عبر المؤسسات أهمية كبيرة ولذلك كانت المؤسسات الحكومية المعنية بذلك وتطوّرت تلك الهيئات لتكون مديرياتها متخصصة توفّر الكتاب بسعر زهيد للقارئ كنوع من أنواع نشر الثقافة المحلية والعالمية (الهيئة العامة السورية للكتاب ومديرياتها المتخصصة كالترجمة ومنشورات الطفل…)
الرؤى الثقافية والفكرية بوصلتها نهج التصحيح الذي مازلنا نستظلّ بظلّه وفيء تجديده وحفاظه على رحلة الإنسان السوري منذ اكتشافه للأبجدية التي حرّرت العالم من الجهل إلى يومنا هذا ونحن نحرّر أنفسنا وننفض عن كاهلنا غبار جهالة العالم وظلمه ومحاولات قتله فكرنا الإنساني في كلّ عصر عبر حرب غايتها طمس تاريخنا وهويتنا وثقافتنا، وكما انتصرنا بالأمس ننتصر كلّ يوم بتصحيح ومسار لا يُضيّع البوصلة.