سئل أحد الخبراء بالكرة العراقية عما إذا كان الاتحاد العراقي سيخطئ بإقالة المدرب الهولندي أدفوكات، بعد النتائج السلبية التي حققها والتي وضعته في المركز الأخير بالمجموعة الأولى من تصفيات كأس العالم، فأجاب بأن الخطأ في الأساس كان بتغيير المدرب السابق كاتانيتش الذي قاد المنتخب العراقي في الدور السابق والوقت ضيق، والآن من الخطأ التغيير لأنه سيؤدي إلى عدم الاستقرار وهذا عامل مهم في نجاح المنتخب أو أي فريق.
حال المنتخب العراقي كحالنا، فقد أخطأ الاتحاد الكروي السابق في عدم الوصول لاتفاق مع المدرب الوطني فجر إبراهيم وهو الذي بدأ التصفيات مع منتخبنا وحقق خمسة انتصارات، وإن كان هناك خلاف حول الأداء الذي كان يمكن أن يتحسن تدريجياً. ومن ثم أخطأ الاتحاد بالتعاقد مع مدرب فرض شروطه وعمل عن بعد مع المنتخب، فأضاع علينا عاماً ونصف العام هو التونسي المعلول، ثم تمت إقالة المعلول ليوضع المنتخب في حالة عدم استقرار وخاصة مع التأخير بإعلان المدرب الجديد، وبعد حوالي ثلاثة أشهر هناك حديث عن تغيير محتمل بسبب سوء النتائج، رغم أن هذا طبيعي في ظل الظروف التي عمل فيها المدرب.
إذاً هناك حالة من التخبط وغياب للتخطيط السليم وبعيد المدى، فالمنطق يقول: إنه يجب عند الاتفاق والتعاقد مع أي مدرب أن تكون هناك خطة ومدة مرتبطة ببطولة أو تصفيات كاملة، ومدة العمل يجب ألا تقل عن عامين لأن التطور بالأداء والفوز لا يمكن أن يتحقق في أسابيع أو أشهر قليلة، ولو كان الأمر مرتبطاً بأفضل المدربين في العالم، والأمثلة أمامنا سواء في المجموعة ومع المنتخبات التي تشبهنا بأدائها ونتائجها، أو مع فرق ومنتخبات أخرى. وإن حدث تطور سريع أو نتائج جيدة فهنا يكون في المنتخب أو الفريق لاعبون بنوعيات متميزة قادرة على إحداث الفارق بمهاراتها وفهمها للاحتراف وبخبرتها، ولهذا نؤكد على ضرورة وجود رؤية وتخطيط بعيد المدى وتأمين الاستقرار والدعم المعنوي قبل المادي للوصول إلى أفضل النتائج.
ما بين السطور – هشام اللحام