يبدو جلياً مع متابعة سورية لأعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم الآمنة التي حررها الجيش العربي السوري، ومع بدء الاجتماعات المشتركة للهيئتين الوزاريتين التنسيقيتين السورية الروسية منذ يوم أمس في قصر المؤتمرات بدمشق بحضور ممثلين عن منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى، يبدو واضحاً وجلياً للقاصي والداني الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة السورية ومؤسساتها لإعادة المهجرين وتوفير الأمن والخدمات ومستلزمات الحياة الكريمة لهم.
فمن كان يتابع المؤتمرات والاجتماعات حول هذه القضية بمحطاتها المختلفة يجزم بأن الحكومة السورية أسست منذ بداية افتعال هذه الأزمة لتحقيق هذا الهدف الوطني والإنساني، وهو تحقيق العودة الآمنة، وأن هذه الاجتماعات الغنية بطروحاتها وآرائها تمخضت عنها نتائج مهمة جداً، وتمت متابعتها من خلال فرق عمل مشتركة سورية وروسية، وأدت إلى عودة مئات الآلاف من السوريين داخلياً وخارجياً بعد أن أمنت الدولة لهم كل متطلباتهم، وأصدرت التشريعات الخاصة بذلك.
أما على المقلب الآخر فقد عمدت منظومة العدوان على سورية إلى عرقلة عودة اللاجئين، وتاجرت بمأساتهم، واستثمرت فيها بكل الاتجاهات، لكن هذا الغرب العدواني استمر حتى يومنا بالتباكي المزيف عليهم، مع أن منظومته الإرهابية وعدوانه وحصاره الجائر كانت السبب الأول والأخير بمأساتهم، فقام النظام التركي باستخدام ورقة اللاجئين للضغط على أوروبا من ناحية، وعلى الدولة السورية من أجل ابتزازها من ناحية ثانية، وتحقيق أجنداته الاستعمارية المبيتة من ناحية ثالثة، إلى جانب ابتزاز المجتمع الدولي تحت عنوان احتياجات اللاجئين المالية ومعاناتهم.
وكانت واشنطن أيضاً الأكثر استثماراً في هذا الملف طوال سنوات الحرب الإرهابية وقد شاهدها العالم كيف تعرقل عودة اللاجئين عبر ما يسمى قانون (قيصر) الذي يعرقل عودتهم ويساهم في زيادة مأساتهم ومأساة السوريين عموماً، سواء أكانوا مهجرين أم غير مهجرين.
أما دول الاتحاد الأوروبي، فإلى جانب أنها استفادت من خبرات السوريين لكون معظمهم من ذوي الخبرات والكفاءات العلمية، إلا أنها كانت كالولايات المتحدة وتركيا تعرقل عودتهم وتتاجر بقضيتهم، وتمارس الابتزاز بحق الدولة السورية من ناحية ثالثة.
واليوم تبذل سورية كل جهودها لعودة اللاجئين وتضعهم في سلم أولوياتها رغم كل التحديات والحصار والحرب الإرهابية، وما مؤتمر اللاجئين بكل نشاطاته وخطواته وتوصياته إلا الدليل والشاهد.
من نبض الحدث -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة