الثورة أون لاين – رياض طبرة:
قليلة هي الأوقات التي تتيسر فيها موضوعات للكتابة , فالحدث البالغ الأهمية اليوم بات هذا الرحيل وتلك الخسارات المتكررة لقامات ظننا في وقت ما أنها لن ترحل هكذا سريعاً وفي قمة عطائها , لكنها ترجلت عن صهوة السخاء وهي في الذروة , أي في وقت امتلكت فيه أدواتها وربما تحررت وألقت عن كاهلها الكثير من القيود وتجاوزت الكثير من الحواجز.
وهكذا لا يمكن لنا أن نتجاهل سيل الحزن الجارف وهو يجتاح صدورنا بكل ما لديه من قسوة غير آبه لما نحن عليه حين يغادرنا رجال أعطوا وقدموا الكثير على غير صعيد , ولاسيما على صعيد الثقافة والفن والكلمة الناصعة البهية الملقاة على أسماعنا , أو تلك التي دغدغت عواطفنا واحتلت ألسنتنا وبتنا نرددها بتلقائية كلما ضاقت بنا الحياة أو حتى طربنا وغافلنا الفرح بلحظة لم نكن مستعدين لها.
أنتم أدرى بأن الفرح في حياتنا صار ذكرى من ماض قريب سبقت هذا الوباء وشروره المتدفقة كسيل جارف , وهذا الغلاء بما حمله من بؤس وتعاسة, وما يفعله الحصار الاقتصادي الظالم على بلدنا …
فهل لنا غير أن نصرخ : يا رب…
في المقام الطيب حيث الخضرة والماء والوجه الحسن لا يليق بنا إلا أن نعطي المكان ما يستحق , ليس لواحد منا أن يسير على ضفاف واد تنساب مياهه عذبة تسقي العطاش وتروي الأرض وهو حزين أو كئيب.
لسحر الوديان سطوة على النفوس فمن تعذر عليه الفرح هناك عليه مراجعة طبيب.
لسفوح الجبال رونق وعظمة فمن كان على مرض أو وهن له أن يتطبب بسفح جبل , له فيه ذكريات , وربما بعض دموع.
وماذا عن طيب الكلام ؟
هل نسينا القول المأثور الكلمة الطيبة تخرج الحية من وكرها؟
هل جرب أحدكم أن يعالج عارضا سيئاً بالكلمة الحسنة؟
صدقوني إن للكلمة سحرها بل هي أقوى من السحر في تضميد الجراح أو في استدراك حالات الغضب وما أكثرها.
هنيئاً لمن أعطى المقام الطيب ما يستحق
ومرحي وألف مرحى لكل من كان سباقاً بالكلمة الطيبة في هذه الأوقات العصيبة التي قلما مرت علينا وعلى غيرنا.
ما أحوجنا إلى تكافل وتضامن اجتماعي يكون معينا لنا على كسر جدار اليأس وأكمات الخيبة …
ولا يدوم على حال لها شان.