الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
غنت آلة الكمان فحضر عبد الحليم حافظ في أمسية لمدة ساعة ونصف ضمن فعاليات مشروع مدى الثقافي أطلقوا عليها ترانيم 8 عنوانها “الكمان يغني عبد الحليم” توزّعت على أربع فقرات كانت آلة الكمان تشدو بأنامل عازف الكمان الكبير مروان غريبة وأيهم سعد وفداء تمور وياسر أشقر بمرافقة فايز الشامي على آلة الكيبورد وضابطَي الإيقاع رائد العواني ورامز عطايا وأهمَّ ما جذب الجمهور العزف الارتجالي دون نوته احتضنها مسرح قصر الثقافة بحمص.
استمتع جمهور واسطة العقد بأنغام العزف وجمال الكلمات والألحان حتى كادت القلوب تهفو طرباً وحبوراً من عازفين متمكنين على آلة الكمان بدأت بموسيقى أيهم سعد حيث قدَّم معزوفتي صولو لأغنية “قارئة الفنجان” كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي و”موعود” كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي فكانت كمانه وكأنّها تردد الأغنية أثناء ملاعبة أنامله الآلة ببراعة أذهلت الحضور.
بينما كان نصيب فداء تمور أغنية “حاول تفتكرني” كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي وأتبعها “برسالة من تحت الماء” كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي فداعبت أوتار القلوب رقَّة وعذوبة وأعادت جمهور الصالة لأيام الرومانسية والحب والدلال.
أما كمان ياسر الأشقر أبدع فأحسن الأداء بهدوئه المعتاد فتراقصت القلوب ألقاً كي يعود بالعزف على مقطوعة أخرى “في يوم من الأيام” كلمات مأمون الشناوي وألحان كمال الطويل وتلتها أغنية “كامل الأوصاف” كلمات مجدي نجيب وألحان محمد الموجي وارتسمت البسمات على الثغور ورافقتها الأيدي بالتصفيق من جمال ما استمعوا واستمتعوا وشعروا أنَّهم عادوا إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أيَّام الفن الجميل وألقه مع المطرب عبد الحليم حافظ.
ومسك الختام كان للعازف الكبير مروان غريبة حيث رافق كبار الفنانين أمثال فيروز وصباح فخري ووديع الصافي وعزف في مسارح ذات قدر عالٍ، بدأ بمعزوفة “أهواك” كلمات حسين السيد وألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب وكادت كمانه تدعو الحضور دون استئذان عندما داعبت أنامله الأوتار وعزفت بشغف ليعود كما عهدناه وراحوا يرافقونه بالغناء مع عازف أتقن فأبدع لتخرج الآهات حنونة رقيقة شجيّة مع “جانا الهوى” كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي حتى نهض الجمهور من مكانه كي يقتطفوا نتفا من مقاطع الموسيقا الرائعة كما وصفوها لتبقى ذكراها على أجهزتهم الخلويّة.
عازف الكمان مروان غريبة أشار أنَّ الارتجال للحن معروف ومحفوظ لكنَّ العازف يضيف من روحه وإحساسه ويزيد وينقص في العزف المنفرد بشكل عام لافتاً إلى أهميَّة الجمهور الحمصي الذواق والمثقف والمحب للحياة والفن في ألق الموسيقا.. منوهاً أنَّ العازفين لهم أهميَّة في مساعدته نتيجة ما تعرَّض له من مرض وربما قد تخونه أنامله فيخففوا من وطأة ضعف اليدين.
رئيس مجلس إدارة مدى الثقافي رامز الحسين قال: إنَّ مشروع مدى لديه جانب الاهتمام بالموسيقا وقد بدأت الفعاليات بعدّة أمسيات حتى وصلت إلى ترانيم 8 مبيناً أنَّ ليلة أم كلثوم السابقة تركت أثراً كبيراً لدى الجمهور وآثرنا التوجَّه لعقد أخرى يغني عبد الحليم واعتبر الموسيقا جزءاً أساسيَّاً لأيّة أغنية وحاملة الكلمات والصوت ولابدَّ من إلقاء الضوء عليها ودورها في تعزيز القيم بالموضوع ذاته لأنَّ كل أفراد المجتمع المحلي يتحسسون الكلمات ونوعيَّة المطرب مبيَّناً أسباب اختيار الكيبورد والإيقاع لتغطية الفراغات مكان الفرقة الكبيرة. أما العازفون فتم انتقاؤهم من خلال متابعتهم واختيارهم من جيل الشباب والمبدعين لتكون الأجيال في مكان واحد والنتيجة أثبتت على أرض الواقع تمسُّك الفئات العمرية الشابة بالأغاني الطربيّة.