ستبقى محفورة في العقل البشري طويلاً، ولن تمحى تلك العبارة التي كثيراً ما نستخدمها، وقد قالها أحد الهنود الحمر واصفاً وقاحة الأميركيين: (ما أغزر دموع الأميركيين فوق جثث ضحاياهم) فهل لنا أن نستعيرها ونحورها قليلا لتكون: ما أوقح أدوات التضليل الأميركي، سواء أكانت سياسية أم إعلامية، وهي تمارس الكذب والرياء جهاراً وعلى الملأ تقلب الحقائق التي لايمكن أن تتغير إلا أن آلة الكذب الأميركية مدعومة بروح الهيمنة والتوحش وعدم احترام أي قيم إنسانية تجعلها تدور على المتلقين.
وفي الإطار نفسه تبدو أيضاً آلة التضليل الغربي وقد ركبت صف السباق مع واشنطن وأضاليلها الكبرى، وفي المشهد السياسي الذي على ما يبدو أنه سوف يبقى طويلاً متركزاً في هذه المنطقة، فيه الكثير بل يطفح بما تردده واشنطن ليعود هو ويخرجه بطريقته التي يظن أنها ذكية.
تارة باسم محاربة الإرهاب، وتارة أخرى باسم حقوق الإنسان وغير ذلك، بينما على أرض الواقع العمل باتجاهات عدوانية أخرى، فهل يعقل أن نشاز التضليل مستمر حول ما يجري في اليمن، وما تمارسه المملكة الوهابية من عدوان وقصف لكل شيء في البلاد التي تكاد تصبح رماداً بفتك آلات الحرب الغربية التي تمد العدوان السعودي، ومع ذلك تنطلق سلسلة تصريحات متتالية من واشنطن تتهم فيها من يدافع عن أرضه أنه يمارس العدوان ضد من يملك ترسانة الأسلحة الفتاكة ؟
تخيلوا أن فقراء اليمن كما تروج آلة التضليل هم المعتدون، أما مئات آلاف الأطفال والجرحى والمنازل والمنشآت المدمرة والحصار الذي يسببه العدوان فهذا لايراه الغرب، ولا تراه واشنطن، إنها وقاحة التضليل يعرفها العالم، لكن ثمة من يمضي في ركب التبعية لا يجرؤ على قول كلمة حق واحدة.
البقعة الساخنة – بقلم ديب علي حسن