الثورة – عمار النعمة:
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تقدم فيها صالة “ألف نون للفنون والروحانيات” معرضا يستحق الوقوف عند مفاصله التي تجمع بين القول والفعل، والحيوية والإبداع وإشراقة الحياة .
ففي الأمس حضر الجمال الإنساني والحضاري في معرض “ذاكرة من الألف إلى النون” الذي أقيم بمناسبة أيام الثقافة السورية ويستمر لغاية الـ 9 من كانون الأول حيث سلط الضوء على ذكريات وأماكن وأزمنة وحكايات صاغها فنانون تشكيليون من الرواد إلى الجيل الجديد مرورا بالمحترفين .
لاشك أن هذا المعرض حرك في أعماقنا جذوة الإبداع، فحين يجتمع الماضي والحاضر على جدران صالة ألف نون تشعر بأن تلك اللوحات هي النسغ الذي يضفي على الحياة جمالاً على جمال .
نعم .. من كامل الجغرافيا السورية تضمنت الأعمال المشاركة لوحات عكست رؤى الفنانين ونظرتهم لبيئاتهم، كما ضمت لوحات لرواد الفن التشكيلي الذين كان لهم بصمة في نهضة الفن وسجلاً إبداعياً في المجتمع، و شباب آخرون صنعوا لفنهم فسحة من الجمال معطرة بالعطاء ومكللة بالديمومة .
وشكلت 28 لوحة مع 11 منحوتة عماد هذا المعرض لأسماء راحلين كبار من “فاتح المدرس ومحمود حماد وأدهم نعيم ونذير اسماعيل وميشيل كرشه وعدنان جباصيني ودراق سباعي وزياد زكاري ووحيد مغاربة وسوسن جلال”.
ومن جيل المحترفين حضرت لوحات لـ ممدوح قشلان وعبد المنان شما وطلال معلا وغسان جديد ونبيل السمان وعلي حسين وعدنان حميدة وسموقان وجمعة النزهان ونعمت بدوي وموفق مخول وجمال بوستان وعاصم الرهبان واكسم طلاع وميساء عويضة وعمار حسن وجورج عشي وبديع جحجاح.
أما الأعمال النحتية فهي للراحل فؤاد أبو عساف ولطفي الرمحين ومحمد بعجانو ومصطفى علي واحسان العر وفؤاد طوبال وزكي سلام وغازي عانا ونزار علي بدر ورامي وقاف واكسم السلوم.
بديع جحجاح مدير الصالة اسم ما إن يتردد حتى يقفز إلى الذهن حصاد من العطاء اللامتناهي، فهو في كل مرة يجعلنا نذهب معه إلى فضاء من الفن الجميل والراقي .
أكد أن معرض “ذاكرة” هو لإظهار الحب والإنسانية التي تجمع السوريين عبر التاريخ، هو ثمرة لوعي عام وتلاق بين الأجيال ولهذا فإن الأعمال المشاركة هي لفنانين من كل سورية وهذه غاية المعرض لإظهار التنوع السوري، ما أعطى المعرض قيمة مضافة لرفد ذاكرتنا الوطنية وترك رسائل وعي للجيل القادم.
ولفت جحجاح أن الأعمال المشاركة جزء منها يعود لمقتنيات الصالة إضافة إلى الشراكات الاستراتيجية مع الفنانين التشكيليين الذين يثقون بألف نون ويجمعهم معها الاستثمار الراقي بالفن .
الفنان التشكيلي موفق مخول المشارك في المعرض أكد أن سنوات الحرب القاسية على سورية لم توقف الفنانين عن تحقيق طموحاتهم في الرسم والنحت والموسيقا، بل قدموا رسالتهم المفعمة بالأمل والجمال، مشيرا أن سورية أرض الحضارات وأن هذا المعرض يضم لوحات ذات بعد إنساني وجمالي .
الفنان التشكيلي جمعة النزهان ابن مدينة دير الزور شكر صالة ألف نون لإتاحة الفرصة للفنانين لكي يعرضوا أعمالهم الفنية وخصوصا أنها جاءت لأكثر من جيل، مشيراً أنه حاول من خلال مشاركته تقديم ما تبقى من الذاكرة والتعريف بخصوصية منطقة الفرات .
التالي