الثورة – لميس علي:
لا نعلم من يرتدي الآخر.. هل تيم حسن هو الذي يرتدي شخصية جبل في عمل “الهيبة”.. أم إن شخصية جبل هي التي ترتديها..؟
طوال خمسة أجزاء، (150) حلقة تابعناها على مدى خمس سنوات.. نمت هذه الشخصية لتصبح نقطة مميزة في مسيرة النجم “حسن”، على الرغم من كل الانتقادات التي طالت العمل.
في آخر الأجزاء بدت الشخصية مرسومة بثقة أكبر.. أكثر جاذبية.. وبدا “حسن” أكثر أريحية في أدائها.. وبالأصل كان العمل في بدايته حقق نسبة مشاهدة عالية استمرت صعوداً مع توالي الحلقات.. وصولاً إلى الحلقتين ( 29 – 30).. اللتين حصدتا تفاعلاً مضاعفاً لدى المتابعين.
ثمة ملاحظة بخصوص النص الذي يأتي هذه المرة بحبكة تمتلئ بالأحداث معتمدة على تصعيد عنصر التشويق.. وكما لو أن فريق السيناريو (سامر نصرالله، طارق عبده، محمد الحمصي، يزن طربيه، وسيم قزق) أصبح أكثر انسجاماً في نسج خطوط الحكاية بعد تعاونهم في موسمين سابقين..
ومع ذلك.. يبدو شيئاً مفهوماً بشكل تلقائي لدى جمهور “الهيبة”، أن محور العمل هي شخصية (جبل).. وأداء النجم “حسن” يعيد ترسيخ قناعة أنه العمود الفقري للعمل..
جبل (الهيبة) بقوة.. وبأحقية لافتة..
ينهض بالمسلسل، وهو ما يؤكده الحضور الأكثر من واثق في آخر الأجزاء..
فلا مبالغات ولا إضافات غير لازمة، على صعيد الأداء ولا نقول النص.. لا يبالغ لجعلنا نتأكد من جمالية يضيفها بأدائه لشخصية استمرت معه كل هذه السنوات.
المتابع بدقة، يلحظ أن ثمة شيئاً من الحب نشأ بينهما.. لأن ملامح النضج في الشخصية بدا مكتملاً على أتم هيئات الظهور في الجزء الأخير الذي كان بعنوان (الهيبة، جبل).. وفيه تتضح سمة أدائه الأبرز “الاتزان”.
تيم حسن في لعبه لشخصية “جبل” يدوزن أبعاد هذه الشخصية في سماتها الظاهرية والنفسية.
صحيح أنه بطل العمل الأول وأساسه، لكن ذلك لم يمنعه من أن يمنح من يقف جانبه الكثير ليحصّل شيئاً من بريق نجاح ونجومية..
ودليل الأمر أن أسماء عديدة صعدت طوال مواسم العمل الخمسة.. ومن أبرزهم في الجزء الأخير: سعيد سرحان، وسيم قزق، دون نسيان إيمي صياح..
ومع أن أدوارهم كانت “سنيّدة” لكنها تكتمل نجاحاً وتميزاً حين نلحظ أن لا مكان إلا للشراكة الأدائية في رسم ملامح وأبعاد كل منهم بوقوفه الى جانب البطل الأول، وهو دليل على امتلاكه روح المشاركة الحقة المعتمدة مبدأ الأخذ والرد أدائياً..
لأنه يدرك تماماً أن لا نجاح ولا نجومية يمكن تحصيلهما دون الآخرين.. وهي من أهم سمات النجم الحقيقي.
وبشهادة الكثير من زملاء المهنة الذين ظهروا مؤخراً ضمن برامج تلفزيونية.. أو على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد الكثير منهم أن تيم حسن يستحق نجومية عالمية.
هل ننسى اللقب الذي أطلقته عليه كاريس بشار، في أحد لقاءاته على شاشة أبوظبي منذ مدة، حين سألتها المقدمة عن لقب أو صفة تطلقها على كل نجم من نجوم الدراما السورية، فكان أن أطلقت على “تيم حسن” لقب اللورد..
وبالفعل يستحق “حسن” أدائياً لقب اللورد.. ليس في شخصية “جبل” فحسب التي جعلها من لحم ودم.. إنما بكل شخصية لعبها وجعلنا ننشد لها لأنها كانت ببصمة حضوره.