من السهولة اعتبار خيبة منتخبنا الشاب في بطولة غرب آسيا، حلقة في سلسلة النكسات الكروية التي بدأت من المنتخب الأول، وأعقبها الأولمبي في إطار ميراث اتحاد الكرة المستقيل، ودلالة أخرى على فشل الأخير في قيادة اللعبة الشعبية الأولى على الصعيد المنتخباتي، على أقل تقدير؟! ولكن إلى أي مدى يمكن فيه تحميله تبعات هذه الهزات الكروية؟وهل كان لاتحاد آخر غيره أن يمنع حدوث تلك النكسات، أو يخفف من وطأتها؟
عندما تكون الأخطاء الإدارية، وسوء الاختيار، وعدم صوابية القرارات الفنية والإدارية معاً، ليست إلا أسباباً مباشرة لتواضع النتائج وتراجع المردود مع استمرارية الخلل الذي يضرب أطنابه في أعماق كرتنا، والوهن العام الذي يدب في أوصالها منذ عقود خلت، يمكن استيعاب نظرات الارتياب التي تلاحق اتحاد كرة القدم السابق، وتبرئ ساحة اللجنة المؤقتة التي تدير الأمور تحت قبة الفيحاء، وتخلي المسؤولية عن جميع الاتحادات الكروية المتعاقبة؟! فهل ماحدث، ونأمل ألا يمتد إلى منتخب الناشئين أيضاً، كان نتيجة للمقدمات الخاطئة فحسب؟!
بعد أن عجز اتحاد كرة القدم عن إدارة الدفة، وانحسار الآمال في التأهل التاريخي للمونديال، وفشل المنتخب الأولمبي في امتحانه الأول، جاءت ردات الفعل المنطقية على هيئة إقالات وإعفاءات واستبدالات!! فهل عادت الأمور إلى نصابها، وبدأت مسيرة تقويم الاعوجاج وتصحيح المسار ورأب الصدع؟! خلاصة القول: ثمة إشكالات إدارية جمة، ومشكلات فنية لا تحصى، وأمراض مزمنة شتى، بيد أن تلك ليست كل شيء!! لابد من حلول جذرية والتأسيس على أسس صحيحة، وإعادة البناء، عوضاً عن المحاولات البائسة للترميم، والسعي المحموم لتحقيق طفرة أو اجتراح معجزة.
مابين السطور – مازن أبوشملة