الثورة – القنيطرة – :
تعتبر محمية جباثا الخشب محمية طبيعية حراجية سياحية بامتياز لكونها الأولى من نوعها في محافظة القنيطرة التي تتميز بتنوع مناخي فريد، وتقع المحمية على السفح الجنوبي لمرتفعات جبل الشيخ في الجهة الشمالية من محافظة القنيطرة، وتبلغ مساحتها 133 هـكتاراً ويبلغ ارتفاع المحمية نحو 1100م عن سطح البحر، كما تعتبر النباتات المنتشرة في المحمية طبيعية وتتميز بتنوع نباتاتها من الأشجار والشجيرات والجنبات والأعشاب والنباتات الطبية والعطرية ويصل عدد الأنواع النباتية إلى مئة نوع تقريباً وعدد من الأنواع النباتية المهددة بالانقراض والنادرة مثل البطم الفلسطيني، كما يوجد نحو عشرة أنواع من النباتات الطبية كالبابونج والنعنع البري وتتميز هذه النباتات بأهمية كبيرة من الناحية البيئية وخاصة حفظ التربة ومساقط المياه وطبياً بتأمين النباتات الطبية، ومعظم أراضي المحمية هي أراض حراجية يشغلها الغطاء النباتي الحراجي.
*قطع جائر للأشجار..
ومؤخراً تعرضت غابات جباتا الخشب وطرنجة إلى عمليات قطع جائر كبيرة هدفها الأول الاتجار نظراً لارتفاع أسعار الحطب، ويؤكد أبناء المنطقة أنه في حال الاستمرار في عملية القطع الجائر للأشجار فلن تبقى غابة أو محمية في المنطقة وفي ظل عجز الجهات المعنية عن وقف الاعتداء على الأشجار الحراجية !؟
*إطلاق نار وتهديد..
بين رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة القنيطرة “عباس أحمد” أنه تم تنظيم ٣١ ضبطاً حراجياً في حراج جباتا وطرنجة وغالبية الضبوط كانت ضد مجهول وفقط ٤ من تلك الضبوط تم معرفة الفاعلين.
إضافة إلى تنظيم ٤ ضبوط في خان أرنبة، موكداً أن أغلب عمليات القطع تتم ليلاً ومن قبل أشخاص ملثمين والحراس لا يستطيعون دخول الغابة ليلاً ومعظمهم تم تهديده خلال الاحتكاك المباشر مع الفاعلين كما تعرض هو شخصياً لإطلاق النار من قبل أشخاص مجهولين في المنطقة، وأشار “الأحمد” وحسب مشاهدات الضابطة الحراجية في المنطقة إلى أنه يتم يومياً قطع نحو ١٠٠ شجرة وأغلب الأشجار التي يتم قطعها من السنديان والملول والبلوط بسبب الوزن وهناك تستر من قبل بعض الأهالي على عملية القطع، مضيفاً أن من أسباب قطع الأشجار هو التجارة حيث يصل سعر طن الحطب في المنطقة إلى ٣٠٠ ألف وخارج المحافظة يباع بـ ٦٠٠ ألف ليرة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الحطب ونقص مازوت التدفئة وارتفاع أسعار المحروقات في السوق السوداء والبطالة عند الكثير من الشباب، كما أن بعض المناطق الحراجية الواقعة بين جباتا وحضر هي أملاك دولة ويقوم الأهالي بقطع الأشجار لوضع يدهم على الأرض في حين أن هناك أملاكاً خاصة في غابة طرنجة فيها أشجار حراجية طبيعية وأصحاب تلك الأراضي يقومون بقطع الأشجار الحراجية وتشجيرها بأشجار مثمرة طمعاً ببيعها مستقبلاً.
*الظروف غير المستقرة تساعد..
إن عمليات القطع تتم في المنطقة الواقعة بين قرى حضر وجباثا الخشب وطرنجة بسبب الظروف غير المستقرة في تلك المنطقة ووقوع بعض المواقع الحراجية على خط وقف إطلاق النار وصعوبة دخول الحراس إليها وعدم قدرة الحراس على دخول المواقع ليلاً وتعرضهم للتهديدات وإطلاق النار وبالتالي صعوبة التعرف على الفاعلين.
*إجراءات ولكن!؟
يقول مدير زراعة القنيطرة المهندس أحمد ديب أن المديرية (دائرة الحراج) قامت بإجراءات عديدة منها تشكيل لجنة أهلية من قرية جباثا الخشب وطرنجة وفي قرية حضر لمؤازرة عناصر الحراج وزيادة عدد الحراس الحراجيين في مخفر طرنجة ليصبح خمس حراس وإغلاق معظم الطرقات الفرعية وأطراف الغابة وحسب الإمكانات المتوفرة وذلك للحد من عمليات نقل الأحطاب وخاصة ليلاً، كما تم مخاطبة محافظ القنيطرة بالكتاب رقم ٣٦٦٦/ص تاريخ ١٩/٨/٢٠٢١ المتضمن الطلب إلى الجهات المختصة على أرض المحافظة بعدم مرور السيارات المحملة بالأخشاب إلا بموجب رخص نقل نظامية صادرة عن مديرية الزراعة، منوهاً بأنه تم التنسيق مع اللجان المحلية و السكان المحليين وتم تزويد المديرية بأسماء بعض الأشخاص الذين يقومون بالاتجار بالأحطاب وتمت مخاطبة المحافظة بالأسماء بموجب الكتاب رقم ٤٦٣٥/ص تاريخ ٢١/١٠/٢٠٢١.
و أشار ديب إلى تشكيل لجنة مشتركة على مستوى المحافظة ممثلة عن الوزارات ( الدفاع – الإدارة المحلية – العدل – الداخلية – الزراعة) مهمتها مراقبة ظاهرة الاحتطاب الجائر في الغابات و إحالة المخالفين إلى القضاء المختص وكذلك تشكيل لجنة مشتركة على مستوى المحافظة لقمع ظاهرة التفحيم واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين و يتم التنسيق مع الجهات العسكرية و الأمنية المجاورة للمواقع الحراجية لتقديم المؤازرة لعناصر الحراج حين الطلب ومنع الآليات المحملة بالأحطاب و توقيفها بالتنسيق مع مديرية زراعة القنيطرة، كما تم الطلب من عناصر الضابطة الحراجية والحراس الحراجيين تكثيف الجولات على المواقع الحراجية لقمع
*الموافقة على تعيين حراس ليلية..
وأوضح مدير الزراعة أنه بناء على كتاب مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي رقم ٥٠٢٦/ص من تاريخ ١٥/١١/٢٠٢١ بشأن طلبهم الموافقة على تعيين ١٣عاملاً موسمياً على مشروع حماية الغابات، نظراً لكثرة التعديات على المواقع الحراجية في المواقع التابعة لمخفر حراج طرنجة وخاصة ليلاً وموافقة محافظ القنيطرة بناء على طلب عضو المكتب التنفيذي المختص أحمد عيد المتضمن الموافقة على تعيين حراس بصفة مؤقتة لمؤازرة الحراس الحراجيين في مواقع (طرنجة_جباثا_حضر) ، حيث تمت الموافقة من وزارة الزراعة على تعيين العدد المطلوب و للمدة المطلوبة على أن يكون العمل ميدانياظ وحقلياً، علماً أن الاعتمادات متوفرة.
*التنسيق مع الفلاحين..
ولفت مدير الزراعة إلى التنسيق مع اتحاد فلاحي القنيطرة من أجل التعميم على الجمعيات الفلاحية بضرورة توعية الإخوة الفلاحين حول أهمية الأشجار والحراج بشكل عام ومنع التعديات و الاحتطاب الجائر عليها وإبلاغ دائرة الحراج عن أي مخالفة حال حدوثها بالاتصال على الرقم المجاني ١٨، نظراً لأهمية الحراج و الأشجار الحراجية باعتبارها ثروة وطنية و نظراً لكثرة التعديات على المواقع الحراجية في الآونة الأخيرة.