بالأمس .. أقاموا الأفراح والليالي الملاح على وقع قص الشريط الحريري لمحطة الكسوة الكهروشمسية بسقف استطاعة توليدية توقف عند عتبة 1،26 ميغا واط (1250 كيلو واط – الأولى من نوعها من حيث الاستطاعة) .. أما اليوم .. وبعد أربع سنوات وقرابة الشهرين من إعجاز الكسوة الكهروشمسي “كما كان الفريق الحكومي يصفه ويتغنى ويتغزل به آنذاك”، حدثت المعجزة الطاقية التي طالما حلم بها الشارع السوري، وأصبحنا نتحدث بقوة لا بخجل عن مشاريع ” قيد التنفيذ ـ الدراسة ـ الترخيص” تتجاوز استطاعاتها مجتمعة الـ 850 ميغا واط “على دفعات متلاحقة بفواصل زمنية شبه قياسية ـ تتراوح بين الأسبوع والشهر على أبعد تقدير.
ما يجري اليوم من مفاوضات ماراتونية واجتماعات واتصالات مكوكية، ليس وليد المصادفة أو ضربة حظ كما قد يعتقد البعض من المشككين، وإنما هو ترجمة حرفية لخطاب القسم للسيد الرئيس بشار الأسد الذي أكد “أن المرحلة القادمة في إطار الاستثمارات هي للتركيز على الاستثمارات في الطاقة البديلة، وأن الاستثمار في توليد الطاقة البديلة هو استثمار رابح ومجدٍ وسنعمل على تشجيعها ودعمها عبر السياسات أو عبر التشريعات بهدف إطلاق مشاريع توليد الطاقة من قبل القطاع الخاص أو العام أو بالمشاركة بينهما”، وهذا كان قولاً وفعلاً وترجمة حقيقية من خلال إصدار المرسومين التشريعيين “23” القاضي بإحداث صندوق دعم استخدام الطاقات المتجددة ورفع كفاءة الطاقة، و”32 ” الخاص بجواز شراء الكهرباء المنتجة من مشاريع الطاقات المتجددة التي يمكن ربطها على شبكة النقل أو شبكة التوزيع إذا توفرت الإمكانات الفنية لذلك.
نعم، رحلة بحثنا عن موطئ قدم على خارطة الدولة المنتجة والمكتفية طاقياً ـ كهربائياً ـ لم تدم طويلاً ولم تته كسابقاتها في دهاليز الأخذ والرد والقيل والقال والعرض والاستعراض النظري البحت الذي لم يقدم لمنظومتنا إلا الضعف والظلمة، والفضل في ذلك يعود إلى جرعات الدعم الاستثنائية وغير المسبوقة ” المحفزات ـ المزايا ـ التسهيلات ..” التي حظي بها القطاع الكهربائي الذي ليس أمامه إلا التعملق في هذا الامتحان الهام ونجاحه في ضمان سيل لعاب المستثمرين لا تجفيف ريقهم والوصول إلى الخواتيم التي من غير المنطقي أو المقبول أن تكون إلا مسكاً تماماً كما بدايتها.
الكنز – عامر ياغي