من هو المدعوم ..؟

 

الثورة :

بلا مقدمات نسأل : هل هناك من يستطيع اليوم أن يحدد من هو الغني الذي لا يستحق الدعم ومن هو الفقير الذي يستحقه .؟ وسؤال آخر .. هل هناك من يستطع أن يحدد من هو غني ومن هو فقير ..؟

وثمة أسئلة متتالية … منها هل أرقام الفقر تقاس فقط بالنسب المئوية أم بشعور الناس بعدم القدرة على الوفاء باحتياجاتهم بالشكل المناسب..؟

لطالما عشنا على مفهوم حصة كلّ مواطن من الدولة كلّ الدولة وقرار الدولة يقوم أساساً على عدم استثناء أي فرد مستحق للدعم الذي هو معونة لمن يحتاج إليها وأن مَن ليس بحاجة للمعونة ولا يستحقها لا يحصل عليها .. هذا صحيح وإذا كان الدعم تربة خصبة للفساد لدى البعض فذلك صحيح أيضاً، لكن رفع الدعم وفق آليات غير مدروسة وفي وقت تكون فيه البلاد منهكة اقتصادياً ومالياً ،والمواطن منهك من حيث انخفاض قدرتة الشرائية وانخفاض القيمة الحقيقية لدخله وتراجع قدرته على توفير المزيد من متطلباته الحياتية المتزايدة يمكن أن يذهب بالأمور إلى مكان آخر لأن تأثير رفع الدعم لا يقتصر على الأفراد ،وربما يشمل قطاعات اقتصادية حيوية ،وهناك دول خسرت كثيراً في مجال الاستثمارات على سبيل المثال عندما لم تجد لها موطىء قدم إلا خارج بلادها.
الأمر الآخر إن الفشل في تنفيذ السياسيات الاقتصادية يؤدي إلى تفشي الفقر والبطالة، وهذه معادلة واضحة تستند إلى العلاقة المباشرة ما بين الفقر وبين السياسات الاقتصادية المتعاقبة المتبعة.

ونعتقد ليس بالأمر السهل أن نتجاهل أيضاً أن هناك انحلالاً من الطبقة الوسطى للطبقة الفقيرة بالإضافة إلى انخفاض منسوب الطبقة الوسطى وتوسع بالطبقة الفقيرة ، مع الأخذ بالاعتبار أن الطبقات المجتمعية جميعها تتأثر بسياسة رفع الدعم، والطبقة المتوسطة تنحدر لتصبح طبقة فقيرة بسبب رفع الأسعار ، كما إن تراجع قدرة المستهلك على الإنفاق أثرعلى الوضع الاقتصادي بشكل عام من حيث تقليل إنتاج المؤسسات بسبب قلّة الطلب على منتجاتها وحتى تتكيف مع هذا الوضع الجديد اتخذت عدة إجراءات إما بتسريح العمالة لديها أو الإغلاق الجزئي أو الكامل للمؤسسة أو الشركة أو المصنع ، أما المواطن فقيراً كان أم غنياً فقد اضطر للتكيف مع هذه الظروف لبيع ما يملك سواء بيته الوحيد الذي يمتلكه وهو ثروته الوحيدة أو من يملكون الأراضي والذهب والسيارات ، ولذلك الصحيح أن نتأمل المشهد كاملاً ونرى الأمور على امتداد النظر وليس من زاوية واحدة لأن المسافة في حقوق المواطنين وواجباتهم لا بدّ أن تقاس بالمواطنة وإن تعددت أشكال الدعم ومستوياته ، فسقف الوطن يظل بارتفاع واحد مهما كان طول أو قصر قامات المواطنين.

الكنز – يونس خلف

آخر الأخبار
تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟ ارتقاء أربعة من حراس المنشآت النفطية في استهداف إرهابي بدير الزور ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة الأمم المتحدة: من المهم لسوريا ترسيخ علاقاتها مع جميع الدول زيارة الشرع الى موسكو.. تكريس جديد للعلاقة السورية - الروسية هل تكون جثث الرهائن الإسرائيليين حجة للاحتلال لمواصلة الحرب؟ "رواد الباشان" بين الدافع الأيديولوجي والتواطؤ الحكومي... مشروع استيطاني يتمدد في الجولان الشرع يبلغ بوتين أنه سيحترم كل الاتفاقات السابقة مع موسكو  العفو الدولية تطالب بالإفراج الفوري عن حمزة العمارين الانتهاكات الإسرائيلية ترهق المدنيين السوريين في حياتهم اليومية "الصليب الأحمر": تضافر الجهود الدولية لتأمين بيئة آمنة للسوريين  زيارة الشرع.. خطوة استراتيجية لضبط العلاقة مع موسكو