الثورة – ترجمة ختام أحمد:
هناك العديد من المناطق حول العالم تقبع على برميل بارود، من بينها بحر الصين الجنوبي حيث تحاول السفن الحربية التابعة للبنتاغون وغواصات المراقبة وطائرات الحرب الإلكترونية، استفزاز الصين وتوسيع نطاق الحصار عليها.
إلى بحر البلطيق والبحر الأسود حيث تحاول الولايات المتحدة وحلف الناتو مواجهة روسيا ولها نفس الهدف، لكن في الشرق الأوسط يوجد برميل من البارود المتسرب الذي يمكن أن يفجر المنطقة بأي لحظة وهو “إسرائيل” التي تنغمس في سلوك استفزازي مماثل ضد الفلسطينيين، فحكومة نفتالي بينيت غير إنسانية وهمجية وصدامية مثل سابقاتها.
ويختلف موقف العالم الغربي تجاه تجاوزات “إسرائيل” من موقف حرج (معتدل) إلى موقف متسامح تماماً، ومواجه أيضاً، وليس هناك أي أمل في اتخاذ إجراء من شأنه أن يغير عزم الحكومة الإسرائيلية الراسخ في التضييق ومحاصرة الفلسطينيين، فتعزيزاً لأهدافها، تواصل “إسرائيل” اضطهادهم وتنفيذ عمليات سرية ضدهم بتشجيع ودعم الولايات المتحدة.
ضاعت أصوات مثل صوت المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند وسط هدير الجرافات وهي تدمر القرى الفلسطينية ومزارع الزيتون، وقال في تصريحه “إنني قلق للغاية من استمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة ، بما في ذلك القدس الشرقية.
أكرر أن جميع المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتظل عقبة كبيرة أمام السلام ، ويجب أن تتوقف على الفور “كانت دعوة لممارسة الضغط على “تل أبيب” للالتزام بما يشير إليه بايدن باستمرار على أنه” النظام الدولي القائم على القواعد”، لكن لم يتخذ أحد أي إجراء.
ومن الأمثلة الأخيرة على انتهاك إسرائيل للقانون الدولي مع الإفلات التام من العقاب الإعلان عن بناء 355 وحدة استيطانية جديدة في سبع مستوطنات في منطقة الضفة الغربية، إضافة إلى 2000 وحدة تم الإعلان عنها في آب الماضي، وأعلن وزير الإسكان زئيف إلكين أن هذا الكم الهائل من البناء ضروري، لأن “تعزيز الوجود اليهودي ضروري للرؤية الصهيونية”.
يقول وينسلاند “نحن نعارض الصهيونية بشكل قاطع لأنها تتعارض مع تلك المُثل “. ويضيف أن “نزع ملكية الفلسطينيين واحتلال أرضهم متعمد. لقد شكلت الصهيونية صدمة عميقة لأجيال ، حيث فصلت الفلسطينيين بشكل منهجي عن منازلهم وأرضهم وعن بعضهم البعض. الصهيونية، عمليا، أسفرت عن مذابح بحق الشعب الفلسطيني، وتدمير القرى القديمة وبساتين الزيتون، والعائلات التي تعيش على بعد ميل واحد فقط من بعضها البعض تفصل بينها نقاط التفتيش والجدران”.
في 29 تشرين الأول أعرب الاتحاد الأوروبي عن رفضه للتوسع الاستيطاني الصهيوني، مع منسق السياسة الخارجية جوزيب بوريل معلنا أن “المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين والسلام العادل والدائم والشامل بين الطرفين.” وتستمر خطط “تل أبيب” الصهيونية لبناء مزيد من المستوطنات. ووقعت مؤخراً حادثتان تحددان موقف العالم الغربي من “إسرائيل” وسياساتها، أولها “الشرطة الإسرائيلية تطرد الفلسطينيين من مقبرة اليوسفية بالقرب من مدخل باب الأسد إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية مع استمرار بناء الحديقة “الوطنية اليهودية”.
والثانية جرف العديد من المقابر بالجرافات، ما أثار موجة من الغضب، كما استخدمت القوات الإسرائيلية الذخيرة الحية خلال الاضطرابات، لم تكن هناك كلمة انتقادات واحدة في وسائل الإعلام الغربية لقيام جندي إسرائيلي بإطلاق النار على طفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، لأنه ألقى عليه حجراً، ولم توجه تهمة القتل لهذا الجندي.
تتجه الشرارات بلا هوادة نحو برميل البارود الإسرائيلي، بتشجيع من واشنطن التي تتقبل كل فظائع “اسرائيل” وتستمر في تأييدها لـ “علاقتها طويلة الأمد” معها ما يؤكد “رؤيتها الصهيونية”.
ما يتم تجاهله من قبل الولايات المتحدة هو أن رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت التحدث مع الفلسطينيين، سيفتح الأبواب أمام المتطرفين لاتخاذ إجراءات مباشرة في الشرق الأوسط وحتى في أماكن أخرى – مثل نيويورك أو فلوريدا أو سان فرانسيسكو. سيؤثر برميل البارود في الشرق الأوسط علينا جميعاً عندما تشعله الشرارة الأخيرة.
بقلم: بريان كلوجلي
المصدر: strategic culture