الذكاء العاطفي قدرة ينبغي تعليمها للأطفال

الثورة – بشرى سليمان:

تلعب ثقافة المجتمع دوراً كبيراً في ثقافة إنكار المشاعر بحجة أنها ضعف، وأن البعد عنها قوةٌ، فيلجأ الأشخاص إلى كبح جماح مشاعرهم الطبيعية ومنعها من التدفق والظهور، مما يؤدي إلى الوصول إلى حالة من التراكمات المتعِبة التي تظهر على شكل سلوكاتٍ سلبيةٍ، أو أمراض نفسية و جسدية، وفي هذه الحالة سيعجز الأهل عن تمثيل القدوة الحسنة لأطفالهم وسيكون من الصعوبة بمكان إغداقهم بمشاعر الحب والحنان وعدم كبتها، وتعليمهم ضبط مشاعرهم وفهمها والتحكم بها.
وقد يتهاون الأهل في أهمية المشاعر في حياة طفلهم، ويولون اهتماماً كبيراً للمدرسة والاختبارات، معتقدين أن الحياة بأسرها مقتصرةٌ على الدراسة، غير مدركين أهمية اكتساب الطفل مهارات ذاتية للوصول إلى التوازن في الحياة، فما نفع تربية طفل يحصل على نتائج جيدة جداً في المدرسة لكنه غير واعٍ بمشاعره، ويفقد السيطرة على انفعالاته ولايملك مهارة الإصغاء، ولايستطيع اتخاذ قرار بحكمة واستقلالية، ولا يقرأ مشاعر الآخرين، ولا ينجح في التواصل معهم؟
للإضاءة على موضوع الذكاء العاطفي بما يخص تعريفه، وأهميته، وكيفية إكسابه للطفل، التقت الثورة الدكتورة فريال سليمان (علم نفس نمو_ كلية التربية) فأوضحت بأن دانيال جولمان يعد أشهر من تناول الذكاء العاطفي إذ اعتبره: القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكلٍ سليم في علاقتنا مع الآخرين.
أي إن الإنسان يمتلك عقلين يحصل بهما على المعرفة، العقل المنطقي الذي يسمح لنا بالتفكير العميق والتأمل، والعقل العاطفي المندفع غير المنطقي أحياناً، ويوجد بينهما تنسيق دقيق قائم على معادلة جميلة هي أن المشاعر ضرورية للتفكير، والتفكير مهم للمشاعر، وإن الأشخاص المتميزين في الذكاء العاطفي الذين يعرفون مشاعرهم ويدركونها ويتعاملون مع مشاعر الآخرين بصورة ممتازة هم من نراهم متميزين في كل مجالات الحياة، أما من لا يستطيعون التحكم في حياتهم العاطفية فنراهم يدخلون في معارك نفسية داخلية تدمر قدرتهم على التركيز في عملهم وتمنعهم من التمتع بفكرٍ واضحٍ.

ونوهت سليمان أن للذكاء الوجداني خمسة مجالات أساسية هي: أن يعرف كل إنسان عواطفه، ويمتلك القدرة على إدارتها، وتوجيه عواطفه لخدمة هدف ما يجعله متفوقاً، وأيضاً التعرف على عواطف الآخرين، وتوجيه العلاقات الإنسانية بتطويع عواطف الآخرين.
*أكثر أهمية
أما بالنسبة للأطفال فإن الذكاء العاطفي أكثر أهميةً في النجاح من الذكاءات الأخرى، كما أنه لا يعتمد على الصفات الوراثية فقط، ويمكن تنميته في مختلف المراحل العمرية، وهذا يمكننا من تعليم الطفل القدرة على التعبير، والتعاطف، وفهم المشاعر، وحل المشكلات، والاحترام، وهذه الصفات على الرغم من أنه لا يمكن قياسها إلا أنها حاسمة للنجاح في الحياة، إذ تتفاعل مع معدلات الذكاء التي يمكن قياسها لتصنع نجاح الفرد وتميزه.
ولكي يتمتع الطفل بهذه القدرات تنصح سليمان الأهل بالاستماع له، وعدم تجاهله، وتوفير الثقة، بحيث يعبر بحرية عن مشاعره وما يقلقه في المنزل أو المدرسة، وإن تكرار هذه الأحاديث المرتكزة على أحاسيسه ومشاعره مع الأهل تحفز تكوين علاقة مع مشاعره، ومع الوقت سيحس ما يقول ويتفاعل مع نفسه، ويتعرف على مختلف المشاعر.
من جهةٍ أخرى يستطيع الأهل تعليم طفلهم كيف يحل مشاكله بنفسه عن طريق تحليلها ومناقشتها معهم، دون إعطائه الحلول الجاهزة.
ومن المهم أيضاً تخصيص وقت محدد يتكرر روتينياً تقضيه العائلة في الحوار مع الأولاد، ومشاركتهم لعبهم وأنشطتهم في الرسم والتلوين وقراءة القصص، حيث يستطيع الطفل تفريغ مشاعره باللعب والضحك، وهي في الوقت نفسه أفضل وسيلة لإيصال رسالة للطفل بأبسط شكلٍ ممكن.

نهايةً تشير الدكتورة سليمان إلى مصطلح (الفقر العاطفي) الذي تقع مسؤوليته على وسائل التكنولوجيا الحديثة، فمن يجلس طويلاً أمام شاشة التلفاز أو الحاسوب، لا يجد الوقت الكافي لتنمية مشاعره تجاه الأهل والأصدقاء، كما أن التواصل عبر المواقع الاجتماعية مثل (فيسبوك) يفتقر للعمق العاطفي، وبالتالي لا يمكن أن يصبح البديل عن التواصل الشخصي بين الناس، لهذا لا يجوز السماح للأطفال باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل سن الثالثة عشر حفاظاً على توازنهم النفسي و العاطفي والعقلي لأنهم أمانةٌ في أعناقنا.

آخر الأخبار
تصعيد إسرائيلي في الجنوب السوري.. الشبكة السورية توثق 22 عملية توغل بري خلال شهر الربوة تحت رحمة مستثمرين يقضمون سكة القطار ويسورون مجرى بردى برنامج توزيع المياه في جرمانا بين الحاجة والتنظيم محافظ إربد يزور المسجد العمري في درعا عودة الحياة إلى القرى السورية المهجورة.. المحلات تفتح أبوابها من جديد محافظ اللاذقية يشيد بالدور الأردني في مكافحة حرائق الغابات  الهلال الأزرق يطلق نداءً عاجلاً.. ثلاثة أرباع السوريين بحاجة للمساعدة والكارثة الإنسانية تتفاقم  تضامن أهالي حلب مع رجال الدفاع المدني المشاركين في إخماد حرائق اللاذقية كيف أصبحت الغابات وقوداً تنتظر شرارة الاشتعال صادرات الخضار والفواكه.. دفعة للاقتصاد رغم تحديات الجفاف والتكاليف.. 531 براداً في أسبوعين إلى الخلي... الرشاوى واستغلال المنصب يطيحان بوزير سابق.. والنيابة تتحرك تقرير جديد للبنك الدولي يسلط الضوء على التحديات الاقتصادية في سوريا وفد أردني يبحث التعاون والتنسيق مع محافظ درعا إخماد حرائق اشتعلت في قرى القدار والفلك والشيخ حسن مبادرات في حماة لدعم معتقلين محررين من سجون النظام المخلوع طلاب الثانوية "التجارية" يواجهون امتحان المحاسبة الخاصة بثقة وقلق عودة النبض التعليمي لقرية نباتة صغير في ريف الباب اتحاد البورصات التركية: سنعمل على دعم إعمار سوريا الجهود تتواصل لإخماد الحرائق ودمشق تطلب مساعدة "الأوروبي" " المركزي" يُصنف القروض تبعاً لفقر أو غنى الفرد ..خبراء لـ"الثورة": القروض تُصنف من حيث الأهداف التن...