جرائم أميركية في سورية بأسلحة محرمة.. فمن يحاسب مرتكبيها؟

الثورة – ريم صالح:
ماذا تنتظر الأسرة الأممية بعد، ولماذا هذا الصمت المطبق، حد الشلل التام، والعجز الكلي، حيال ما ترتكبه إدارة الإرهاب الأمريكي بحق السوريين من جرائم وحشية، ترقى إلى درجة الإبادة الجماعية؟، ألم يحن الأوان ليحاسب راعي الإرهاب والخراب والدمار الكوني على ما اقترفه من مذابح عن سابق إصرار وتعمد ضد المدنيين السوريين، أطفالاً ونساء وكهولا؟، أم أن المنظمة الأممية فاقدة للصلاحية الفعلية، ولا ترجمة عملية لمواثيقها، وقراراتها، وبالتالي لا حول لها، ولا قوة، إلا بما ينسجم مع أهواء الأمريكي، ويتفق ورؤيته الاستعمارية الهدامة؟!.
نحن لا نُنَظّر هنا، ولا نأتي بكلام من قبيل السرد الإعلامي، أو الثرثرة الصحفية، وإنما هناك شواهد وحقائق لا يمكن حجبها بأي غربال، بل إن هناك جثثا ومقابر جماعية لسوريين، قضوا بسبب الإجرام الأمريكي، وبأسلحة محرمة دولياً.
من منا لا يذكر مجزرة الباغوز فوقاني؟، ومن منا لم يسمع بمجزرة الرقة؟، ويبقى السؤال هل ستمر هذه المجازر هكذا مرور الكرام، ولن يحاسب مرتكبها الأمريكي على ما اقترفه وبدم بارد، أم أن العدالة الأممية ستصحو من سباتها حقاً، وستضع الأمور في موازينها، وعلى مسارها الصحيح؟!.

 

10.jpg
في ليلة الـ 17 من آذار من عام 2019، ارتكب ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تتزعمه واشنطن جريمة حرب في قرية باغوز فوقاني في محافظة دير الزور، استخدم خلالها الطيران الأميركي قذائف الفوسفور الأبيض في 5-6 ضربات متتالية استهدفت القرية، ورغم أن مصادر مطلعة تؤكد أن تعداد الضحايا قد يزيد عن 300 شخص على الأقلّ، نظراً إلى صِغَر المساحة المستهدفة، والكثافة البشرية التي ضمّتها لحظة حدوث الجريمة، إلا أن واشنطن لا تزال تصر على أن عدد الضحايا لا يتجاوز الـ 80 شخصاً.
وبحسب تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإنه في منطقة الباغوز في العام 2019 حلقت طائرات دون طيار أمريكية فوق المنطقة وشاهدت حشداً كبيراً من النساء والأطفال فاستهدفتهم بشكل مباشر.
وأضافت الصحيفة أن الهجوم تم بطائرة من طراز F-15E وأسقطت قنبلة تزن 500 رطل، ثم أسقطت طائرة تتبعها قنبلة تزن 2000 رطل، ما أسفر عن سقوط 70 امرأة وطفلاً على الأقل هذا دون حساب من سقط من الشبان والكهول.
ونقلت الصحيفة عن ضابط شاهد العملية بشكل مباشر من داخل قاعدة العديد الجوية في قطر، أن الجميع أصيب بالذهول من هول المشهد، مضيفة أن الضباط بدؤوا بالتساؤل حينها حول من أعطى الأمر بإلقاء القنابل فوق المدنيين.
ووصف ضابط قانوني الغارة بأنها جريمة حرب تتطلب إجراء تحقيق. لكن الصادم في الأمر هو أن الجيش الأمريكي قام بخطوات أخفت الضربة الكارثية، إذ إنه تم التقليل من عدد الضحايا، وتم تأخير التقارير وتعقيمها وتصنيفها فضلاً عن تجريف موقع الانفجار.
والمثير للسخرية هنا أن المسؤولين الأمريكيين لم يعترفوا بوقوع هذه المجزرة إلا في السابع من تشرين الثاني المنصرم، ولكنهم تبجحوا حينها أنها كانت مبررة.
أما في الرقة فقد أسفرت الغارات العدوانية الأمريكية عن مقتل 6 آلاف مدني، وفقدان أكثر من 5 آلاف، وتهجير 450 ألف شخص من منازلهم، وحوّلت الطائرات الحربية الأمريكية مدينة الرقة بأكملها إلى ركام، ودمّرت عشرات المشافي، والمدارس، والمنازل، والمساجد، وتذرعت وقتها بوجود إرهابيي داعش في المدينة لتبرير ما اقترفته يدها من آثام دموية بحق السوريين هناك، وبحسب مراجع فقد فاق حجم الدمار الذي لحق بها، خلال الفترة الممتدّة بين شهرَي أيار وأيلول من عام 2017، 80% من حجم الكتلة العمرانية للمدينة، وعلى الرغم من أن منظّمة العفو الدولية نشرت تقريراً في حزيران من عام 2018، تؤكد فيه ارتكاب القوات الأميركية جرائم حرب خلال عدوانها المسعور على الرقة، إلا أن التقرير لم يثمر إجراء أيّ تحقيق أممي حول ما حدث، وذلك بفعل ضغوط الإدارة الأميركية.
ويبقى اللافت هنا ما أذيع عنه مؤخراً، من أن وزارة الحرب الأميركية، فتحت تحقيقاً في جريمة الحرب التي ارتكبها ما يسمى التحالف الدولي بقيادة واشنطن في قرية باغوز فوقاني في محافظة دير الزور، باعتبار أنه استُخدمت فيها قذائف الفوسفور الأبيض “نابالم”، وعلى الرغم من الضجّة المُثارة اليوم في شأن تحقيق البنتاغون، وحالة الجدل، والضوضاء والصخب السياسي، والدبلوماسي التي تصاحبها، إلّا أننا لا نتوقع أن تلاقي مذبحة الباغوز مصيراً مغايراً لما لاقته جريمة الرقة، من الإهمال والتعتيم والتعامي المطلق حد العمى المقصود، وذلك نتيجة ضغوطات واشنطن ونفوذها خصوصاً أن واشنطن تروّج لمعلومات تدعي فيها أن عدد المدنيين من إجمالي الـ80 الذين تعترف بهم، لا يزيد عن خمسة أشخاص فقط بينما الباقون ما هم إلا إرهابيون دواعش، الأمر الذي لا صحة له على الإطلاق، فكلنا يعرف أن الدواعش هم صنيعة إدارة الإرهاب الأمريكية، وذريعتها، وذراعها في الأرض السورية في آن معاً، وبأن من تتعمد أمريكا وترسانتها العسكرية والإرهابية استهدافهم هم المدنيون السوريون، ومواقع بواسل الجيش العربي السوري، والبنى التحتية السورية، أما طائرات الإنقاذ والمؤن والذخائر والإمدادات اللوجستية والمشافي الميدانية فهي لبيادقها الإرهابية المأجورة لا أكثر ولا أقل.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة