الثورة – يمن سليمان عباس:
مع بداية عام جديد أو نهاية عام يمضي، يقف المرء احيانا ليستعرض محطات مما مضى قد تكون جميلة او حزينة هي بالمحصلة محطات وليست كل الايام إذ يستحيل على الفرد ان يتذكر كل يوم وكل ساعة مر بها الا اذا كان يدون يومياته ساعة بساعة.. وهذا قد يكون صعبا ولكن عليك الا تقلق فثمة من ينوب عنك بذلك بعد طغيان موجة مواقع التواصل الاجتماعي فأنت كل يوم بل كل ساعة تكتب شيئا ما او تنشر صورة أو تتفاعل مع منشورات الأصدقاء تعبر عن حزن او فرح المهم انك تدون في هذا الفضاء الأزرق ما يجول بخاطرك اي انت ارسلت مدونتك إلى خزان الفضاء الذي مهما وصل اليه من بيانات فلن يمتلىء لانه بلا قرار ولا يضيع فيه شيء.
انه مخزن الحياة التي تعبر عنها وبيت الأسرار التي تظن انها انتهت
هناك في هذا العالم الأزرق من يصنف بياناتك ويرتبها ويضعها بمكان آمن ريثما تباع إلى من يشتري وهم كثيرون.
الا تلاحظ مع نهاية العام ان الفيسبوك يعد لك فيديو شاملا يسميه حصاد العام وهو منتقى بدقة وعناية ومخرج بطريقة جميلة يعرض صورا ويقدم وقائع كنت تظن انها قد انتهت لكنها تعود إليك يختار لك الفيسبوك صورا من أعوام مضت.
تفرح بها وتشاركها على صفحتك صحيح انها لا تحمل أسرارنا لكنها رسالة اننا نحن سلعة في العالم الافتراضي تباع بياناتنا لمن يحتاجها.
انهم يحصون أنفاسنا التي نقدمها طوعا..
باختصار اننا نستحم في الأزرق ولكن دون ماء.